فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

محمود الملاح ت. غير معلوم
122

فتح الرحمن في بيان هجر القرآن

الناشر

دار ابن خزيمة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

أجاب الله حمده وتقبله، وفي الحديث: (اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يُسمع) أي لا يستجاب ولا يعتد به فكأنه غير مسموع. والسميع: من صفاته ﷿ وأسمائه، لا يعزب عن إدراكه مسموع، وإن خفي، وسع سمعه الأصوات كلها، قال تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾. وقال: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى﴾ (٨٠) سورة الزخرف. قال الأزهري: وهو سبحانه سميع ذو سمع بلا تكييف ولا يشبه بالسمع من خلقه ولا سمعه كسمع خلقه، ونحن نصف الله بما وصف به نفسه بلا تحديد ولا تكييف. ورجل سمَّاع إذا كان كثير الاستماع لما يقال وينطق به، قال تعالى: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ﴾ (٤٢) سورة المائدة. فُسِّر قوله: ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ﴾ على وجهين: أحدهما: أنهم يسمعون لكي يكذبوا فيما سمعوا. الثاني: ويجوز أن يكون أنهم يسمعون الكذب ليشيعوه في الناس. والله أعلم بما أراد (١). السماع اصطلاحًا: قال الإمام ابن القيم: (وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه عنها طلبًا أو هربًا، وحبًا أو بغضًا) (٢).

(١) لسان العرب لابن منظور (٦/ ٣٦٣ - ٣٦٥) بتصرف، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى. (٢) (مدارج السالكين (١/ ٥١٧) انظر نضرة النعيم (٦/ ٢٣٠١».

1 / 134