فتح الباري شرح صحيح البخاري
محقق
مجموعة من المحقيقين
الناشر
مكتبة الغرباء الأثرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هجري
مكان النشر
المدينة النبوية
تصانيف
علوم الحديث
ورسوله أحب إليه مما سواهما " يدل على أنه يجوز الجمع بين اسم الله واسم غيره من المخلوقين في كلمة واحدة. وفي " سنن أبي داود " عن ابن مسعود أن النبي ﷺ كان يقول في خطبته: " من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا (١) .
وقال ابن مسعود - لما قضي في بروع (٢) -: إن يكون صوابا فمن الله وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان من الخطأ. وقد اختلف الناس في جواز مثل هذا التركيب في الكلام على أقوال:
أحدهما: أنه لا يجوز. والثاني: أنه لا يجوز في كلام الله ﷿ دون غيره. والثالث: أنه ممتنع مطلقا. واحتجوا بحديث عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي ﷺ فقال: ومن يعصهما فقد غوى، فقال النبي ﷺ " بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله ". خرجه مسلم. وقد قيل: إن قوله: " قل: ومن يعص الله ورسوله " مدرجة في
(١) أبو داود (١٠٩٧) . (٢) بروع بنت واشق: مترجمة في أسد الغابة (٧/ ٣٧) وغيره وذكرها الأمير - بحق - ابن ماكولا في " إكماله " (١/٢٤٣) غير أنه لم يجودها - على غير عادته. وقال الهندي في " المغني " (ص: ٣٦) " بكسر موحدة عند أهل الحديث، وفتحها عند أهل اللغة، وسكون راء، وفتح واو، وإهمال عين " أ. هـ. وراجع " لسان العرب "، و" المنتخب من علل الخلال " لابن قدامة (٢٢٠) .
1 / 62