فصل المقال في شرح كتاب الأمثال
محقق
إحسان عباس
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٩٧١ م
مكان النشر
بيروت -لبنان
ما عالني يقول: ما اشتد علي وعلني (١) .
ع: قال الحربي: ومنه قولهم: عالت الفريضة أي ارتفعت. وروى ابن جريج عن ابن عباس قال: الفرائض لا تعول، ويقال معنى عالني: أثقلني، والقولان متقاربان. وقال النمر (٢):
وأحبب حبيبك حبًا رويدًا ... فليس يعولك أن تصرما أي ليس يثقل عليك صرمه؛متى أحببت>.
قال أبو عبيد:: ومن أمثالهم في الدعاء " نعم عوفك " وتأويله: نعم بالك وشانك ونحو هذا، قال: وكان بعض الناس يتأول العوف: الفرج فذكرته لأبي عمرو فأنكره.
ع: العوف: الحال والبال كما ذكر أبو عبيد صحيح، يقال: بات فلان بعوف خير، وبعوف سوء أي بحال خير، وانفرد أبو عمرو بإنكار ما أنكر (٣) لأنه جهله، وهذا الدعاء إنما يدعى به للمتزوج.
روى الحكم عن سلمة بن جنادة الهذلي: كان الفتى من هذيل إذا كان يوم أسبوعه، دخل على سنان بن سلمة، قال أبي: فدخلت عليه يوم أسبوعي وعلي ثوبان موردان، فقال: نعم عوفك، فقلت: وعوفك فنعم، فالعوف في هذا الحديث الفرج، في قول جميعهم. والعرب تقول " لقي عوف توفًا " فالعوف فرج الرجل، والتوف فرج المرأة، والعوف أيضًا: الضيف، والعوف أيضًا عن
_________
(١) س ط: وغلبني، ورواية الديوان: غالبني.
(٢) من قصيدة له أوردها في مختاراته: ١٩ واعيني ١: ٥٧٥ وانظر الخزانة ٤: ٤٣٧ والبيان ١: ١٠٣ والأغاني ١٩: ١٦١، وسيرد ذكر البيت.
(٣) س ط: أنكره.
1 / 81