وأما حضوره بالشبابة فإنه متوقف في تحريمه بعد، مع اعتقادي بأنها مكروهة وغالب السماع من الباطل لا من الحق في شيء، ولكن الباطل: منه مباح، ومنه مكروه ومنه محرم.
فتدبر هذا ولا تبادر إلى تحريم ما وسع الله على عباده فيه وعفا عنهم.
ومن صور السماع التي يكون فيها عبادة ليلة العرس لمن يحتسبه، وفي يوم العيد لمن يتخذه تأسيا بنبيه صلى الله عليه وسلم وقد قال تعالى: {لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله}.
يعني عن صلاتكم، وعبادتكم.
فمن ألهاه الغناء عن عبادة الله وعن الصلاة فهو من الخاسرين، وقد خاطب سبحانه وتعالى المؤمنين بقوله: {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما}.
فما عنفهم عز وجل على التجارة المباحة واللهو الذي لم يحرمه علينا، إلا إذا تركوا الجمعة والجماعة، والصلاة المفروضة لذلك، وسكت عما عدا ذلك فهو مما عفا عنه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الملة الحنيفية السمحة يتبسم ويضحك، وربما مزح وجازى زوجته، وأركب ابني بنته الحسن والحسين على ظهره وقال: (نعم الرجل جملكما).
صفحة ٣١٩