============================================================
ارشلت علا شررها كل واد، أم عنده يجرد نقل (كذا) قلم عداد، ونقش في بياض بسواد، ثم اذعى لما بينه وبينه ألف واد، والتجأ إذا طولب بالحق إلى أفل الفجور والعناد. ولقد جاءني جالر) أخبرني أنه أذعن (74ا) للحق واعترف، وأطاع لعزو ما إلى كتبي التي منها اغترف، ثم نكص على عقبه، وأصر على جنايته وكذبه، بسبب ناجتمع مجتمعون وقالوا له: لا تتزلزل، فإنك قد آشغت أنك رامح، فكيف تعترف بعد ذلك بأنك أعزل . فحسن له هذا الراي العاطل، ونسي أن الرجوع إلى الحق خير من التمادي على الباطل.
كما بلغ السخاوي عنه وهو بمكة، أنه ينقل من كتبه ولا يعزو إليه، فتغيظ بسبب ذلك عليه، وواجهه بالإغلاظ، وتوعده إن لم يعز إليه بأن يرسل عليه شواظ، فأظهر له الإجابه، وعدل بعد ذلك عن طريق الإصابه. فصبر جميل، والله المستعان يا خليل. ثم وقع ما هو أعجب من ذلك وأغرب، وهو أنه حلف بين يدي مولانا أمير المؤمنين ب المتوكل (1) على الله أعزه الله وأعز ببقائة الدين، أنه ما وقف على شيء من كتبي أصلا، ولا رأى منها بابا ولا فضلا، ثم اعترف بأني يوم (كنت] عند الحاج علي بهتار مقدم ت المماليك، أنه وقف على الكتب الأربعة المذكورة وراها، وذكر له أنه لما حلف بين يدي 4 أمير المؤمنين استثناها. فكذب أولا واخرا، وفجر باطنا وظاهرا. وبلغ الجماعة الذين [أعاروه] (2) حلفه هذا، فازداد عندهم سقوطا، وتزايد انحطاطا وهبوطا: ذ6 وعلى ذلك إن تاب هذا الرجل من الخيانة قبلناه، وإن رد الأمانة إلى أهلها أهلناه، وإن عاد وطلب من كتبنا شيئا على أن يراعي هذا الشرط أنلناه، وإن خفي عليه شيء - كما خبط في كثير من كلامنا - فهمنا[ه] ودللناه، وأوضحنا له ما غلط فيه نقله من كتبنا وفضلناه. وإن أصر على خيانته، واستمر على جنايته نرلناه وسفلناه. وأبقيناء على خطئه (1) المتوكل على الله العباسي، عبد العزيز بن يعقوب (819 - 903 ها عبد العزيز بن يعقوب بن محمد بن المعتضد بن سليمان المستكفي أبو العز العباسي الهاشمي، من خلفاء الدولة العباسية الثانية بمصر. بويع له بعد وفاة عمه يوسف (المستنجد بالله) سنة 884 ه. كان محمود المناقب، وافر العقل، مشتغلا بالعلم، متواضعا، ظل خليفة حتى توفي. ترجمته وأخباره في الأعلام 155/4 وبدائع الزهور في وقائع الدهور لابن إياس 186/2 و333 - طبعة مصر سنة 1311 ه.
(2) ما بين عضادتين ساقطة من المتن ومثبتة في هامش المخطوطة فأثبتناها في المتن. والمراد بلفظة (أعاروه) أي أعاروه الكتب.
صفحة ٥٨