الكتاب الفريد في إعراب القرآن المجيد
محقق
محمد نظام الدين الفتيح
الناشر
دار الزمان للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م
مكان النشر
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
وقيل: انتصابها على المصدر، لأنها نوع من الرؤية، فنُصِبَتْ بفعلها كما تنصب القرفصاء بفعل الجلوس (١)، أو: رؤيةً ذاتَ جهرةٍ، فحُذف الموصوف والمضاف (٢).
وقرئ: (جَهَرةً) بفتح الهاء (٣) على أنها مصدر، كالغَلَبَة، أو جَمْعُ جاهِرٍ، كحارس وحَرَسَة، وأصل الجهر: الكشف، فاعرفه.
﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ﴾: الصاعقة فاعلة، وجمعها صواعق، وهي ما صعقهم، أي أماتهم (٤).
قيل: نار وقعت من السماء فأحرقتهم (٥).
وقيل: صيحة أتت (٦) من السماء، يقال: صعقتهم السماء، إذا ألقت عليهم الصاعقة، عن أبي زيد (٧):
﴿وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾: في موضع نصب على الحال من الكاف والميم في ﴿فَأَخَذَتْكُمُ﴾.
﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
(١) القول إلى هنا من الكشاف ١/ ٧٠ أيضًا.
(٢) يعني يُعرَبُ صفةً لمصدر محذوف، وهو وجه ذكره صاحب البيان ١/ ٨٣.
(٣) نسبت إلى سهل بن شعيب، وحميد بن قيس، وابن عباس ﵄. انظر المحتسب ١/ ٨٤، والمحرر الوجيز ١/ ٢٢٥، والقرطبي ١/ ٤٠٤، وقال ابن عطية ملخصًا كلام أبي الفتح: وهي لغة مسموعة عند البصريين فيما فيه حرف الحلق ساكنًا قد انفتح ما قبله، والكوفيون يجيزون فيه الفتح وإن لم يسمعوه.
(٤) كون الصاعقة بمعنى الموت: هو قول أكثر المفسرين، انظر معاني الزجاج ١/ ١٣٧، والنكت والعيون ١/ ١٢٣، ومعالم التنزيل ١/ ٧٤، وزاد المسير ١/ ٨٣، وأخرجه الطبري ١/ ٢٩٠ عن قتادة.
(٥) هو قول السدي كما في جامع البيان ١/ ٢٩٠، وانظر تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة/ ٥٠١/.
(٦) في (ب): وقعت. وسقطت من (أ).
(٧) تقدم قول أبي زيد الأنصاري عند إعراب (الصواعق) من الآية (١٩) وخرجته وترجمت لأبي زيد هناك، والمعنى أخرجه الطبري ١/ ٢٩٠ عن الربيع، وانظر تأويلات أهل السنة/ ١٤٦/.
1 / 262