مشكلة الحوائط هي وظيفتها المزدوجة: الأمن/السجن. كل حائط هو ذو وجهين بالضرورة، وغالبا يغريك الحائط بأحد وجهيه ويهددك بالآخر كي تبقى داخله، وأنت قد تبقى في داخله، أو قد تنشغل بتحطيمه، دون أن تسأل نفسك السؤال الأهم: ماذا أريد؟
لماذا هذا السؤال؟ لأنك مهما كنت بارعا في تحطيم الحوائط، لا يمكنك تحطيمها جميعا، أنت حتى لا تريد أن تحطمها جميعا، لا يمكنك أن تتخلى عن كل مصادر الأمن في العالم، لمجرد إرضاء هوس ما. إن تمكنت من معرفة ما تريد، فقد تبدأ بشكل ما في التحرر أو السعي نحو عالم يشبهك.
ملحوظة: قد يغضب البعض من فكرة بناء الحوائط وفقا لهواك، لكن إن كنت متأكدا مما تريد فلا تعبأ بهم.
4
الجدار ليس شرا بالضرورة، مجرد وجوده ليس مشكلة، المشكلة إن كان يقف بينك وبين ما تريده أنت، وإن كنت تعلم أن ما وراء هذا الجدار هو حقا ما تريده، وكنت ترى أن ما وراءه يستحق الجهد، والمعاناة، ومكابدة الخوف، فستبدأ بتحطيمه.
أسئلة الفأر في المتاهة
1
فأر يوضع في المتاهة للمرة الأولى، يتحسس طريقه بتشكك، يشمشم هنا وهناك، في الجو رائحة قطعة من الجبن أو الشوكولاتة يريد أن يصل لها، في المتاهة أبواب، عليه أن يتعرف كيف يفتحها ليصل إلى هدفه. مع الوقت يصبح الفأر متآلفا مع المتاهة، في المرات التالية يسير إلى هدفه بسرعة أكبر، يفتح الأبواب بالطريقة التي تعلمها في المرات السابقة ليصل. في هذه المتاهة يتحول السلوك الذي تعلمه الفأر مع الوقت إلى روتين؛ سلوك مألوف تعززه المكافأة التي تنتظره في النهاية. من كثرة ما قرأنا عن هذه التجربة لسنا في حاجة إلى التكلم عنها كثيرا.
غرض التجربة هو معرفة كيف يعمل العقل؛ في البداية يبذل الفأر مجهودا عقليا كبيرا لاستكشاف المتاهة، ثم مع الوقت يتحول سلوكه إلى سلوك روتيني يبذل فيه قدرا محدودا من الطاقة الذهنية. شاهد العلماء في هذه التجربة سلوك الفأر وهو يتغير وفقا للبيئة ويتحول إلى روتين من خلال عملية من ثلاث مراحل تتكرر بشكل تلقائي: محفز، عادة، مكافأة. دورة تلقائية يخلقها العقل بشكل تلقائي.
2
صفحة غير معروفة