KÜHNEL
الذي يقول بأن آخر تطور لزخارف سامرا؛ إنما هو أكبر ظاهرة في حياتها كلها، فقد بلغ من الأهمية أن خلق ثورة زخرفية كاملة، وأسس طرازا زخرفيا عباسيا فيه تأثير تركي كبير؛ لأن الروح التي تسود هذا الطراز الجديد هي تلك التي ورثتها القبائل الطورانية عن فنون قبائل السيت
SCYTHES
وأساليبها.
14
فالواقع أننا لا نرى في زخارف سامرا هذا المقدار من أساليب الفن السيتي، ولسنا نميل إلى أن نبالغ في أهمية الجند الترك الذين أخذ الخلفاء العباسيون يستخدمونهم قبل تأسيس سامرا بنحو عشرين سنة؛ فقد كان الدور الذي لعبوه كبيرا في السياسة والإدارة، أما الناحية الفنية فلم تكن لهم ولم يكونوا لها، وكان الفرس بماضيهم الفني المجيد أكثر استعدادا منهم للتأثير في الفنون الإسلامية.
ومما نستطيع أن نسوقه للدلالة على صحة نظريتنا هذه: ما نلاحظه من عدم وجود طرف أثرية معدنية من القرن التاسع الهجري، يتبين منها مثلا أسلوب قبائل السيت في تصوير الحيوانات، متداخلا بعضها في بعض بطريقة اختصوا بها، وصارت من أهم مميزات فنونهم، ويوضحها ما كشف من آثارهم في أواسط آسيا وجنوبي روسيا.
15
وعلى كل حال فقد يكون سهلا أن يذهب المرء مذهب الأستاذ شتريجوفسكي
STRZYGOWSKI ، فيقرر أن العرب أخذوا عن الآريين وسكان الطاي
صفحة غير معروفة