11
بشرق الأردن لما بينها من الشبه في الصناعة، ويعتبر هذا النوع من زخارف سامرا الطراز الثالث في تقسيم الدكتور هرتزفلد، ويظهر أن مصدره إيران وبلاد المسيحية الشرقية، على أننا نجد في قصر الطوبة الذي يرجع تاريخه إلى أواخر العصر الأموي زخارف بينها وبين زخارف هذا الطراز الثالث شبه كبير.
12
وأما في الطراز الثاني فإن الزخارف التي شرحناها في الطراز الثالث تبعد عن الحقيقة الطبيعية، ويزداد فيها التهذيب والتنسيق حتى تصبح في الطراز الأول - وهو أحدثها جميعا - زخارف قطوعها خطية، وليس بينها وبين الحقيقة الطبيعية صلة تذكر. وزخارف الطراز الأول مصبوبة في قالب، وليست محفورة في الجدران نفسها، كما هي الحال في زخارف الطرازين الثاني والثالث.
ومن المعلوم أن تغطية الجدران بطبقة من الجص محفور فيها رسوم مختلفة؛ صناعة زخرفية قديمة وجدت عند البارثيين والساسانيين؛ ففي القسم الإسلامي من متاحف برلين، وفي متحف المتروبوليتان بنيويورك نقوش بارزة من الجص بها موضوعات هندسية ومراوح نخيلية
يمكن اعتبارها أصل الزخارف الجصية في سامرا، أو خطوة أولى في سبيل تكوينها
13 (اللوحة رقم
1 ).
وصفوة القول أننا نرى في زخارف هذه العاصمة العباسية تطورا طبيعيا إلى الموضوعات الزخرفية والمعنوية البعيدة عن الطبيعة، والتي يسودها التهذيب والتنسيق اللذان يمتاز بهما الفن الإسلامي.
ولسنا ننكر أن هذا التطور قد أدى إلى صناعة وموضوعات زخرفية نجد مثلها في أواسط آسيا قبل تشييد سامرا، ونجد مثلها أيضا في الهند والصين قبل هذا التاريخ، ولكنا لا نرى في ذلك ثورة زخرفية، أو نشأة زخارف عباسية متأثرة بأساليب أواسط آسيا كما يعتقد الأستاذ الدكتور كونل
صفحة غير معروفة