الفاخر
محقق
عبد العليم الطحاوي
الناشر
دار إحياء الكتب العربية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٣٨٠ هـ
مكان النشر
عيسى البابي الحلبي
لقومهم. وكانوا إذا دعوا أجابهم نداءٌ من السماء أن سلوا فيُعطوْن ما سألوا. فدعوا ربهم واستسقوا لقومهم، فأنشأ الله لهم ثلاث سحابات: بيضاء، وحمراء، وسوداء، ثم نادى منادٍ من السماء: يا قَيْلُ اختر لنفسك ولقومك من هذه السحائب، فقال: أما البيضاء فجفْل، وأما الحمراء فعارِض، وأما السوداء فَهطِلة، ويقال فمُطِلة وهي أكثرها ماء فأختارها. فناداه منادٍ قد اخترت لقومك رمادًا رِمْدِدا، لا تُبقي من عادٍ أحدا، لا والدًا ولا ولدا. وسيّر الله السحابة السوداء التي اختارها قيْل إلى عاد. ونودي لقمان سلْ. فسأل عُمَر ثلاثة أنسُرٍ. فأعطى ذلك. فكان يأخذ فرخ النسر من وكره فلا يزال عنده حتى يموت. وكان آخرها لُبَدٌ. وهو الذي يُضرب به المثل فُيقال: أكبر من لبد، وعُمِّر لُبد. وفيه يقول النابغة:
أَضْحَت خَلاءً وأضْحى أهْلُها احتَمَلُوا ... أَخَْنَى عليها الَّذِي أَخنَى على لُبدِ
١٤٦_قولهم أَنا النَّذِيرُ العُرْيان
هو رجل من خثعم حمل عليه يوم ذي الخَلَصةَ عوف بن عامر بن أبي عوف بن عُويْف بن مالك بن ذبيان بن ثعلبة بن عمرو بن يَشكُر بن علي بن مالك بن نُذير بن قسْر فقطع يده ويد امرأته، وكانت من بني عُتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. فكان يحُضُّ ثومه على بني قَسْر. فضُرب مثلًا لكل من حضَّ على شيء أو حذَّر. ويقال: أنه سُلِبَ فأتى قومه عُريانًا وجعل يقول: أنا النذير العريان. أي ليس في أمري شبهة.
وقال ابن الكلبي: كان من حديث النذير العريان أن أبا دُؤادٍ الشاعر كان
1 / 84