الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور
محقق
الأستاذ الدكتور عمر عبد السلام تدمري
الناشر
المكتبة العصرية للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
والمقيم، وما كان ليكون كهف إلاّ ولها من هذه رقيم (^١). كم عاند أهل هذا (^٢) الكهف بها (^٣) شيطان رجيم مريد، وكم شاهدوا منه (^٤) كلبا باسطا ذراعيه بالوصيد. كم سمح إخوة بيت الاسبتار في عمارتها من الذّهب (^٥) والفضّة. بما يوزن بالقنطار بعد القنطار. وكم كانوا إخوة فما تحاسبوا في الإنفاق عليها حساب التّجّار.
وما سمّي «المرقب» (^٦) إلاّ لأنّ الأهلّة منه ترقب (^٧). وما ثقب (^٨) إلاّ لأنّه جوهرة قد (^٩) قذفها البحر إلى ذلك الساحل، والجوهرة ما (^١٠) يضمّها السّلك حتى تثقب» (^١١).
[وصف المؤلّف للمرقب]
وللمملوك جامع هذه السيرة فصل في معناها، وهو:
«وهي قلعة لا يدرك الطّرف منتهاها على حدّة تحديقه، ولا الطّير أعلاها على توغّل تحليقه. وقد أمن متسنّمها مرامات من رمى، ومداناة / ١٠٦ أ / من نمّ نمى (^١٢). وإنّا وهي كالشجرة الطّيّبة وإن خبثت ﴿أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ﴾ (^١٣). تحجب الشمس في توسّطها، وتقبض أنفاس الرياح تبسطها، يرجع الطّرف عنها وهو كليل، ويظلّ المرسل إليها فلا نجد إلى أداء ما حمّله (من) (^١٤) سبيل، قد أمن صمّ جندلها عويل المعاول، ومتدبّر أعلاها ما يسوء من الخصم المقاوم المقاول، لا فرق في منعتها بين من أقام أو رحل، أو منع أو نحل. ثمّ
_________
(^١) في تشريف الأيام: «وما كان ليكون لها كهف إلاّ ومن هذه لها رقيم».
(^٢) في تشريف الأيام: «أهل الكهف».
(^٣) في تشريف الأيام: «منها».
(^٤) في تشريف الأيام: «منها».
(^٥) في تشريف الأيام: «من الفضّة والذهب».
(^٦) في تشريف الأيام: «ما سمّي بالمرقب».
(^٧) في تشريف الأيام: «لأنّ الأهلّة ترقى ومنه ترقب».
(^٨) في تشريف الأيام: «وما نقب بالفتكات السلطانية إلاّ».
(^٩) «وقد» ليست في تشريف الأيام.
(^١٠) في تشريف الأيام: «لا».
(^١١) زاد في تشريف الأيام - ص ٨٥ «تجاوز رفعته الأفلاك بأحاديثها، وتجاور الفلك لتأثيثها، وتجاوز الحصر بما أباحته من سلب جماعتها وأخذ مواريثها».
(^١٢) الصواب: «نما».
(^١٣) سورة إبراهيم: الآية ٢٤.
(^١٤) كتبت فوق السطر.
1 / 143