فبنو الأحرار عندهم العجم من ولد إسحاق وإسحاق لسارة وهي حرة وبنو اللخناء عندهم العرب لأنهم من ولد إسماعيل وإسماعيل لهاجر وهي أمة. قالوا واللخناء عند العرب الأمة.
[1.6.2]
فالويل الطويل لهؤلاء والبعد والثبور من هذه العداوة لأولياء الله والأنباز القبيحة لصفوة الله وقد غلطوا في التأويل على اللغة وليس كل أمة عند العرب لخناء أي اللخناء من الإماء الممتهنة في رعي الإبل وسقيها وجمع الحطب وحمله واستقاء الماء والحلب وأشباه ذلك من الخدمة كما يقال الأمة الوكعاء وليس كل أمة وكعاء وإنما قيل لخناء لنتن ريحها ويقال لخن السقاء يلخن لخنا إذا تغير ريحه وأنتن.
[1.6.3]
وأما مثل هاجر التي طهرها الله من كل دنس وطيبها من كل دفر وارتضاها للخليل فراشا وللطيبين إسماعيل ومحمد عليهما الصلاة والسلام أما وجعلهما لها سلالة فهل يجوز لملحد فضلا عن مسلم أن يطلق عليها اللخن ولو لم يكن إلا أن ملك القبط متع بها سارة وكانت أنفس إمائه عنده وأحظاهن لديه لقد كان في ذلك دليل على أنها لم تكن من الإماء اللخن ولو جاز أن يطلق على كل أمة لخناء لجاز أن يقال لكل شريف ولدته أمة هذا ابن اللخناء كما يقال هذا ابن الأمة وقد ولدت الإماء الخلفاء والخيار والأبرار مثل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب.
[1.6.4]
حدثني سهل بن محمد قال حدثنا الأصمعي قال كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد حتى نشأ فيهم الثلاثة ففاتوا أهل المدينة فقها وورعا فرغب الناس في السراري.
[1.6.5]
والنساب لا يعرفون لأهل فارس ولا للنبط في إسحاق بن إبراهيم حظا لأن إسحاق تزوج رفقا بنت ناحور بن تارح وتارح هو آزر ورفقا بنت عمه ولدت له عيصو ويعقوب توأمين في بطن واحد فيعقوب هو إسرائيل الذي ولد الأسباط كلهم وكانوا اثني عشر رجلا وأولادهم جميعا يدعون بني إسرائيل وهم أهل الكتاب ليس لهؤلاء فيهم سبب ولا نسب.
[1.6.6]
صفحة غير معروفة