أخبرنا أبو الحسن عبد الوهاب بن محمد بن جعفر، بقراءتي عليه، وهو ينظر في أصله في قبة الصخرة، قلت له: حدثكم أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر ابن عامر الفرائضي، سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، فأقر به، قال: حدثني أبي محمد بن عمر الفرائضي، عن محمد بن سليمان الجوهري، قال: ثنا عبد الحميد بن لاحق، وحدثنا هدبة بن خالد القيسي، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن أبي سعيد الخدري، وثنا بشار بن فروح وثنا هدبة قالا: ثنا المبارك بن فضالة، قال: ثنا أبو هارون العبدي، قال: ثنا أبو سعيد -وهما يتقاربان في اللفظ ويختلفان فيه، وبعض حديثهما يزيد على بعضه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني جالس بمكة في الحجر إذ أتيت بدابة -قال حماد: بين البغل والحمار. وقال مبارك: شبيها بالبغل- مضطربة الأذنين، يقال لها: البراق، فحملت عليه، يضع حافره عند منتهى بصره، فسرت حتى أتيت بيت المقدس، فنزلت عن دابتي فأوثقتها بالحلقة التي كانت يوثق بها الأنبياء، ثم أتيت بالمعراج، فإذا هو أحسن ما رأيت منظرا، قال: ألم تر إلى أحدكم إذا حضره الموت فإنه ينظر إلى حسن المعراج، فعرج بي إلى السماء)). وذكر حديث المعراج بطوله.
صفحة ١٥٦