أخبرنا أبو الفرج، قال: ثنا عيسى، قال: ثنا علي، قال: ثنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، قال: ثنا أبو بكر محمد بن أيوب بن سويد الحميري، قال: ثنا أبي، قال: ثنا إبراهيم بن أبي عبلة، عن أبي الزاهرية، عن رافع بن عمير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تبارك وتعالى لداود: يا داود، ابن لي في الأرض بيتا. فبنى داود بيتا لنفسه مثل البيت الذي أمر به، فأوحى الله تعالى إليه: يا داود، أبنيت بيتك قبل بيتي؟ قال: رب هكذا قلت فيما قضيت: من ملك استأثر. وأخذ في بناء المسجد، يعني: مسجد بيت المقدس، فلما تم سور الحافظ سقط، ثم بناه، فلما تم السور سقط ثلاثا، فشكا ذلك إلى الله تبارك اسمه وتقدس وتعالى، فأوحى الله تعالى إليه: أنه لا يصلح أن تبني لي بيتا. (قال: يا رب، ولم؟ قال: لما جرت على يدك من الدماء). قال: يا رب، أو لم يكن ذلك في هواك ومحبتك؟ قال: بلى ولكنهم عبادي، وأنا أرحمهم. فشق ذلك على داود، فأوحى الله تعالى إليه: لا تحزن، فإني سأقضي بناءه على يدي ابنك سليمان. فلما مات داود أخذ سليمان في بنيانه، فلما قرب القرابين، وذبح الذبائح، وجمع بني إسرائيل، أوحى الله تعالى إليه: قد أرى سرورك ببنيان بيتي، فسلني أعطك. قال: أسألك ثلاث خصال: حكما يصادف حكمك، وملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، ومن أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة، خرج من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه)). قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما اثنتان فقد أعطيهما، وأنا أرجو أن يكون قد أعطي الثالثة)).
صفحة ١٦