شرح كشف الشبهات ويليه شرح الأصول الستة
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
فإن قال: أنا لا أعبد إلا الله، وهذا الإلتجاء إلى الصالحين ودعاؤهم ليس بعبادة.
فقل له: أنت تقر أن الله فرض عليك إخلاص العبادة لله (١) وهو حقه عليك، فإذا قال نعم فقل له: يبين لي هذا الذي فرض عليك وهو إخلاص العبادة لله وحده وهو حقه، عليك فإن كان لا يعرف العبادة ولا أنواعها.
فبينها له بقولك قال الله تعالى: (أدعوا ربكم تضرعًا وخفية، إنه لا يحب المعتدين) ﴿سورة الأعراف، الآية: ٥٥﴾ فإذا أعلمته بهذا، فقل له: هل علمت هذا عبادة لله فلا بد أن يقول نعم، والدعاء مخ العبادة (٢) .
ــ
(١) إذا قال هذا المشبه أنا لست أعبدهم كما أعبد الله ﷿ -والإلتجاء إليهم ودعاؤهم ليس بعبادة فهذه شبهة.
وجوابها أن تقول: إن الله فرض عليك إخلاص العبادة له وحده. فإذا قال: نعم، فاسأله ما معنى إخلاص العباده له؟ فإما أن يعرف ذلك، وإما أن لا يعرف، فإن كان لا يعرف فبين له ذلك ليعلم أن دعاءه للصالحين وتعلقه بهم عبادة.
(٢) ... قوله: "فبينها له" أي بين له أنواع العبادة فقل له: إن الله يقول: (أدعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين (والدعاء عبادة، وإذا كان عبادة فإن دعاء غير الله يكون إشراكًا بالله ﷿ وعلى هذا فالذي يستحق أن يدعى ويعبد ويرجى هو الله وحده لا شريك له.
1 / 66