شرح ثلاثة الأصول لابن باز
محقق
علي بن صالح بن عبد الهادي المري - وأحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الناشر
دار المسير
رقم الإصدار
الطبعة الأولى ١٤١٨هـ
سنة النشر
١٩٩٧م
تصانيف
المسألة الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لايجوز له مولاة من حاد الله ورسوله
...
"الثَّالِثَةُ"١: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لا يَجُوزُ لَهُ مُوَالاةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ. وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي
ــ
١.وهذه هي المسألة الثالثة وهي من أهم الواجبات أن يعلم كل مسلم ومسلمة أنه لا يجوز له أن يوالي المشركين أو يحبهم. فكل من أطاع الله ورسوله ووحد الله جل وعلا يلزمه أن يعادي الكفار ويبغضهم في الله، ولا يجوز له موالاتهم ومحبتهم لقوله تعالى: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا﴾ ١. أي لا تجد يا محمد قومًا أهل إيمان صادق يوادون من حاد الله ورسوله. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ ٢. وقال ﷿: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ﴾ ٣. فلا بد من البغضاء والعداوة لأعداء الله. ومودة المؤمنين ومحبتهم، وهكذا المؤمن يحب أولياء الله، ويتعاون معهم على الخير، ويكره أعداء الله ويبغضهم ويعاديهم في الله. وإن دعاهم إلى الله. وإن أقرهم في بلاده وأخذ منهم الجزية كولي
_________
١ سورة المجادلة، جزء من آية: ٢٢.
٢ سورة المائدة، آية: ٥١.
٣ سورة الممتحنة، آية ٤.
1 / 33