شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين
الناشر
دار الوطن
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
منه، وكلما كان الإنسان بالله أعلم وبشرعه أعلم كان لكتابه أحب، فتجده دائمًا يفكر ويتدبر هذا القرآن، سواء كان في مجلس العلم، أو وهو يمشي، أو في أي مكان، فالإنسان لا يشبع منه أبدًا.
وكذلك أيضًا: «من قال به صدق» لأنه قال قولًا هو أصدق الأقوال، فإذا قال قائل: إن الكافر في نار جهنم فقد صدق؛ لأنه قال بماء جاء به القرآن.
وقوله: «ومن عمل به أجر» يعني أثيب على عمله.
وقوله: «ومن حكم به عدل» من حكم به عدل سواء كان الحكم فصلًا بين الناس، أو كان هذا الحكم حكمًا مطلقًا فمن قال: إن الميتة حرام، فقد عدل، ومن قال: إنه يجب العدل بين الزوجات مثلًا فقد عدل؛ لأن هذا الحكم في القرآن، ومن قال: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) (البقرة: ١٩٤)، فقد عدل.
كذلك يقول: «ومن دعا إليه هدي إلي صراط مستقيم»، يعني هداه الله، فالإنسان إذا دعا إلى القرآن، فقد هدي إلي صراط مستقيم، أما إذا دعا إلي الهوي، وحرف القرآن من أجل هواه فإنه يضل، ولهذا قال: «ومن ابتغي الهدى في غيره أضله الله» .
«ومن تركه من جبار قصمه الله» ومعني قصمه: في الأصل يغني قطع ظهره، ولكن لا يرد علينا أننا نجد من الجبابرة الآن من ترك القرآن، لأننا نقول: إن القصم قد يكون في الدنيا وقد يكون في الآخرة، فهذا إن فاته في الدنيا لم يفته في الآخرة.
1 / 13