شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
خلقه، ولا جوده كجودهم. ونظائر هذا كثيرة.
فلابد من إثبات ما أثبته اللَّه لنفسه، ونفي مماثلته لخلقه، فمن قال: ليس للَّه علم، ولا قوة، ولا رحمة، ولا كلام، ولا يحب، ولا يرضى، ولا نادى، ولا ناجى، ولا استوى -كان معطلًا، جاحدًا، ممثلًا للَّه بالمعدومات والجمادات. ومن قال: [له] علم كعلمي، أو قوة كقوتي، أو حب كحبي، أو رضىً كرضاي، أو يدان كيديَّ، أو استواء كاستوائي - كان مشبِّها، ممثلًا للَّه بالحيوانات، بل لابد من إثباتٍ بلا تمثيل، وتنزيهٍ بلا تعطيل (١).
وقد بيَّن الإمام ابن القيم ﵀: «أن الاسم والصفة من هذا النوع له ثلاثة اعتبارات:
الاعتبار الأول: اعتبار من حيث هو مع قطع النظر عن تقييده بالرب ﵎ أو العبد.
الاعتبار الثاني: اعتباره مضافًا إلى الرب مختصًا به.
الاعتبار الثالث: اعتباره مضافًا إلى العبد مقيدًا به. فما
_________
(١) التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية ﵀، ص٢١ - ٣٠.
1 / 64