68

اللباب «شرح فصول الآداب»

الناشر

دار التدمرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

وقالوا: وإن كان إدراك البصر أتم، لكن إدراك السمع أكمل وأشرف، فبه يعرف كلام الله ﷿، وكلام رسول الله ﷺ، ومكارم الأخلاق، وقال ابن القيم أيضًا: وترى الشخص الذي لا يسمع وهو يبصر في وادٍ، والناس في وادٍ آخر. والأصل فيما ذكر المؤلف: ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن زمعة - وعبد الله بن زمعة صحابي مقل له أحاديث قليلة جدًا -: أن الرسول ﷺ وعظ الصحابة بعدما اجتمع معهم في يوم من الأيام، وقال: «علام يجلد أحدكم امرأته جلد العبد، ثم لعله يضاجعها آخر اليوم» ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة، وقال: «لم يضحك أحدكم مما يفعل» (١)؟ وقيل أنهم كانوا في الجاهلية إذا أحدث أحدهم بصوت في المجلس، يضحك بعضهم على بعض، فنهاهم النبي ﷺ عن ذلك، فصار في الضحك من الضرطة مشابهةً لكفرة الجاهلية الأولى، وأما الكفرة المعاصرون فأظنهم لا يبالون بهذا.

(١) أخرجه البخاري (رقم: ٤٦٥٨) ومسلم (رقم: ٢٨٥٥).

1 / 67