59

اللباب «شرح فصول الآداب»

الناشر

دار التدمرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

أحدًا بعدك. أخرجه وكيع في الزهد عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زيد بن وهب عن حذيفة وهذا إسناد صحيح. (١) وهذا ليس فيه إفشاء لسر النبي ﵊؛ لأنه لم يعدد المنافقين بأسمائهم، إنما قال: أنت لست منهم، فالسر لازال محفوظًا، وغاية ما فيه أنه أخبر أن عمر ليس منهم. والسر عند كثير من الناس الآن لا قيمة له، لأنك قد تذكر هذا الكلام وتصرح به بأنه سر، ثم تفاجأ بالغد أن هذا على ألسنة الناس!! ولهذا ينبغي أن ينظر الإنسان إذا أراد أن يستودع سرًا أن يستودعه إلى شخص ذي دين ومروءة وعقل، والحاجة داعية إلى الاستسرار، وقد ذكروا في ضابط السُّكْر الذي يُحَدُّ صاحبه، كما قال الشافعي وغيره: (٢) إذا أباح بسره المكتوم واختل كلامه المنظوم، فهذا يدل على أن إفشاء السر مما يذم عليه غاية الذم ... حتى صار صفة للسكارى به يشنئون.

(١) وأخرجه الطبراني في الكبير (رقم: ٧١٩). (٢) انظر: المجموع لمحي الدين النووي - (٣/ ٧) والتحبير شرح التحرير للمرداوي (٣/ ١١٨٩) والقواعد والفوائد الأصولية لابن اللحام (١/ ٦٢).

1 / 58