اللباب «شرح فصول الآداب»
الناشر
دار التدمرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
يكفي أهل البلد، حتى جاءت خلافة المعتضد سنة ٢٨٢هـ فأحدث جامع آخر لكثرة الناس.
وتقبيل الرأس شائع في عصرنا، مع أنه في النصوص قليل بل نادر، وأما تقبيل اليد فاختلف فيه أهل العلم: فمنهم من كرهه وشدَّدَ فيه، حتى قال مالك: هو السجدة الصغرى، ومنهم من رخص فيه وجاءت أخبار أن النبي ﷺ قَبَّلَ يده بعض الصحابة. (١)
وبعض أسانيدها لا بأس بها، وجاء عن بعض التابعين أنه فعل ذلك مع أصحاب النبي ﷺ. (٢)
فتقبيل اليد موجود عند السلف على قلّته، وتقبيل اليد يباح لثلاثة: للعالم الورع، وللوالدين، والإمام العادل، أما فعل هذا لأهل المال والجاه والمناصب فمكروه وأما فعله للولاة الظلمة ومن لا يقيم للدين قدرا فمحرم كما قال النووي (٣) ﵀ وأما فعل هذا لأئمة الضلالة
(١) انظر: ابن أبي شيبة (رقم:٣٤٣٧٤) وأبو داود (رقم: ٢٦٤٩) والبخاري في التاريخ الكبير (رقم:٢٠٤٨) وفي الأدب المفرد (رقم:٩٧٢) والبيهقي (رقم:١٣٩٦٨). (٢) انظر: جزء الرخصة في تقبيل اليد لأبي بكر بن المقرئ فقد جمع الأحاديث الواردة فيه. (٣) قال الإمام النووي في روضة الطالبين: (١٠/ ٢٣٦): وأما تقبيل اليد فإن كان لزهد صاحب اليد وصلاحه أو علمه أو شرفه وصيانته ونحوه من الأمور الدينية فمستحب، وإن كان لدنياه وثروته وشوكته ووجاهته ونحو ذلك فمكروه شديد الكراهة.
1 / 48