اللباب «شرح فصول الآداب»
الناشر
دار التدمرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
داود في باب الاستئذان بالدق (١) في سننه، فهذا يجري مجرى الاستئذان، وجرت به العادة في هذه الأعصار وقبلها بأزمنة، بل وجد في عهد الصحابة أن طرق الباب يؤذن بأن شخصًا عند الباب، فيضربه ثلاث مرات متفرقة، فالمرة الثالثة إن لم يؤذن له فينصرف، وحينئذٍ يجب الانصراف ويحرم أن يزيد رابعة،ويجب على الإنسان إذا سئل عن اسمه وهو يستأذن على أهل البيت، أن يصرح باسمه، ولا يقول: أنا، وقد استأذن جابر مرةً على النبي ﷺ، فقال: «من»؟، فقال: أنا، فقال: "أنا أنا"، فكأنه كرهها. (٢)؛ لأنه لا يحصل بها التعريف، فإن (أنا) تصدُق على جميع الناس، فلا يقول الإنسان: أنا، بل يقول: أنا فلان، وإن كان معروفًا بصوته، لأجل أنه قد تختلط الأصوات على صاحب المكان، وصح عن أبي موسى ﵁: أنه أتى عمر، فاستأذن ثلاثًا، فقال: يستأذن أبو موسى، يستأذن الأشعري، يستأذن عبد الله بن قيس. فلم يؤذن له، فرجع، فبعث إليه عمر ما ردك، قال: قال رسول الله ﷺ: «يستأذن أحدكم ثلاثًا فإن أذن له وإلا فليرجع» (٣)
(١) سنن أبي داود (٤/ ٥١٢). (٢) أخرجه البخاري (رقم: ٨٩٦٥) ومسلم (رقم: ٢١٥٥). (٣) أخرجه ومالك (رقم: ٣٥٤٠) والطيالسي (رقم: ٢١٦٤) والبخاري (رقم: ١٩٥٦) ومسلم (رقم: ٢١٥٣) وأبو داود (رقم: ٥١٨٣) وابن ماجه (رقم: ٣٧٠٦).
1 / 118