شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

خالد المصلح ت. غير معلوم
97

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

الناشر

دار ابن الجوزي،الدمام

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

في حديث الأوعال: "والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه "١"٢، وفي الآية دليل على الجمع بين علوه – سبحانه-، ومعيته، وفيها إخباره – تعالى-: "أنه خالق السماوات والأرض، وأنه استوى على عرشه، وأنه مع خلقه، يبصر أعمالهم من فوق عرشه، فعلوه لا يناقض معيته، ومعيته لا تبطل علوه، بل كلاهما حق"٣. وليس معنى قوله: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾ أنه مختلط بالخلق، فإن هذا لا توجبه اللغة، وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق، بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته، وهو موضوع في السماء، وهو مع المسافر، وغير المسافر أينما كان، في هذا المقطع بيان بطلان ما توهمه الضالون، وشبه به المشبهون من أن إثبات المعية يقتضي أن تكون ذات الرب – جل وعلا – مختلطة بالخلق، وذلك من وجوه: الأول: أن هذا التوهم لا توجبه اللغة، "وذلك أن كلمة "مع" في اللغة إذا أطلقت فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو محاذاة عن يمين أو شمال"٤. فلفظة "مع" في اللغة العربية إنما تدل على المصاحبة، والموافقة، والاقتران، ولا تدل على أن الأول مختلط بالثاني في عامة موارد الاستعمال"٥، كما في قوله:

١ تقدم تخريجه (ص: ٩٠) . ٢ مجموع الفتاوى (٥/١٠٣) . ٣ مختصر الصواعق لابن القيم (٢/٢٦٧) مختصرًا. ٤ مجموع الفتاوى (٥/١٠٣) . ٥ منهاج السنة النبوية (٨/٣٧٥) .

1 / 102