شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وهم وسط في باب أفعال الله – تعالى – بين الجبرية، والوعيدية من القدرية، وغيرهم،
بيان ذلك أن أهل السنة والجماعة "وسط في باب أفعال الله – ﷿ – بين المعتزلة المكذبين بالقدر"١، "الذين لا يؤمنون بقدرته الكاملة، ومشيئته الشاملة، وخلقه لكل شيء"٢، وبين "الجبرية النافين لحكمة الله، ورحمته، وعدله، والمعارضين بالقدر أمر الله، ونهيه، وثوابه، وعقابه"٣، و"المفسدين لدين الله الذين يجعلون العبد ليس له مشيئة، ولا قدرة، ولا عمل، فيعطلون الأمر، والنهي، فيصيرون بمنزلة المشركين الذين قالوا: ﴿لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ﴾ [الأنعام: ١٤٨] .
فيؤمن أهل السنة بأن الله على كل شيء قدير، فيقدر أن يهدي العباد، ويقلب قلوبهم، وأنه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فلا يكون في ملكه ما لا يريد، ولا يعجز عن إنفاذ مراده، وأنه خالق كل شيء من الأعيان، والصفات، والحركات، ويؤمنون أن العبد له قدرة ومشيئة، وعمل، وأنه مختار، ولا يسمونه مجبورًا، إذ المجبور من أكره على خلاف اختياره، والله – سبحانه – جعل العبد مختارًا لما يفعله، فهو مختار مريد، والله خالقه، وخالق اختياره، وهذا ليس له نظير، فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله"٤.
وفي باب وعيد الله بين المرجئة، والوعيدية من القدرية، وغيرهم.
١ الجواب الصحيح (١/٧٣ – ٧٤) . ٢ مجموع الفتاوى (٣/٣٧٣ – ٣٧٤) . انظر: الصفدية (٢/٣١٣) . ٣ الجواب الصحيح (١/٧٣ – ٧٤) . ٤ مجموع الفتاوى (٣/ ٣٧٤)، انظر: الصفدية (٢/٣١٣) .
1 / 96