شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وقوله ﷺ: "لله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن التائب من أحدكم براحلته" متفق عليه١.
وقوله ﷺ: "يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة "متفق عليه٢.
وقوله ﷺ: " عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب "حديث حسن٣.
في هذه الأحاديث إثبات الفرح، والضحك، والعجب لله – تعالى – وجميعها من الصفات الاختيارية الفعلية.
فالفرح قد جاء في الحديث الأول، وهو دال على محبة الله – تعالى – للتوبة "إذ الفرح إنما يكون بحصول المحبوب"٤. "وهذا الحديث مستفيض عن النبي ﷺ في الصحيحين من غير وجه من حديث ابن مسعود، وأبي هريرة، وأنس، وغيرهم"٥.
وأما الضحك فأحاديثه "متواترة عن النبي ﷺ"٦. ولا يلزم من إثباته لله – تعالى – نقص، فإن "الضحك في موضعه المناسب له صفة
١ رواه البخاري (٦٣٠٩)، ومسلم (٢٧٤٤ – ٢٧٤٧) . ٢ رواه البخاري (٢٨٢٦)، ومسلم (١٨٩٠) . ٣ ذكره بهذا اللفظ: (عجب ربنا) ابن كثير في تفسيره (تحديد المكان؟)، وفي البداية والنهاية (١٤/٢٤)، والذي عند أحمد (١٦٢٨٨)، (٤/١١)، وابن ماجه (١٨١)، (١/٦٤) بلفظ: (ضحك ربنا) . ٤ منهاج السنة النبوية (٥/٣٢٣) . ٥ درء تعارض العقل والنقل (٢/١٢٦)، وانظر: منهاج السنة النبوية (٣/١٦٢، ١٨٣) . فقد ذكر الشبه، والجواب عليها. ٦ التسعينية (٣/٩١٥)، وانظر: درء تعارض العقل والنقل (٢/١٢٦ – ١٣٠) .
1 / 87