شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
قوله: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ﴾ [الأنعام: ١٥٨]،
وقوله: ﴿كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر ٢١-٢٢]،
وقوله: ﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلًا﴾ [الفرقان: ٢٥]،
وفي هذه الآيات المباركات إثبات إتيان الله ومجيئه يوم القيامة. "والأحاديث المتواترة عن النبي ﷺ في إتيان الرب يوم القيامة كثيرة، وكذلك إتيانه لأهل الجنة يوم الجمعة"١، وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الكلمة من المسلمين على أنه ينزل يوم القيامة لفصل القضاء، ولم يشكوا في ذلك، وأن الإتيان المذكور، والمضاف إلى الله أنه إتيان الله بنفسه يوم القيامة٢.
وقد ضل في هذه الصفة طوائف فإن "النفاة المعطلة ينفون المجيء، والإتيان بالكلية، ويقولون: ما ثم إلا ما يحدث في المخلوقات، والحلولية يقولون: إنه يأتي، ويجيء بحيث يخلو منه مكان، ويشغل آخر، فيخلو منه ما فوق العرش، ويصير بعض المخلوقات فوقه، فإذا أتى، وجاء لم يصر على قولهم العلي الأعلى، ولا كان هو العلي العظيم، لا سيما إذا قالوا: إنه يحويه بعض المخلوقات، فتكون أكبر منه، سبحانه وتعالى عما يقول هؤلاء علوًا عظيمًا ٣.
_________
١ مجموع الفتاوى (٥/٣٧٤) .
٢ انظر: درء تعارض العقل والنقل (٦/٦٧، ٦٩)، الاستقامة (١/٧٦)، مجموع الفتاوى (٥/٣٢٣، ٣٢٥) .
٣ مجموع الفتاوى (١٦/١٠٨)، وقد ذكر الشيخ الأقوال، وناقشها في (١٦/٣٩٣ – ٤٢٥) .
1 / 60