شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
مخالفون للكتاب، والسنة، وإجماع سلف الأمة، ولما عرف بالعقل، والذوق"١.
وقول هؤلاء القدرية المجوسية "يتضمن الإشراك، والتعطيل، فإنه يتضمن إخراج بعض الحوادث عن أن يكون لها فاعل، ويتضمن إثبات فاعل مستقل غير الله، وهاتان شعبتان من شعب الكفر، فإن أصل كل كفر التعطيل، أو الشرك"٢. "ولهذا أسماهم رسول الله ﷺ مجوس هذه الأمة؛ لأنهم دانوا بديانة المجوس، وضاهوا قولهم، وزعموا أن للخير، والشر خالقين كما زعمت المجوس، وأنه يكون من الشر ما لا يشاؤه الله كما قالت المجوس ذلك"٣، ففي سنن ابن ماجه، وغيره عن جابر ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله – تعالى – إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم "٤.
الطائفة الثانية: "قدرية مشركة تثبت القضاء، والقدر، وتكذب بالأمر، والنهي، أو ببعض ذلك"٥، فهؤلاء "أنكروا أن يكون العبد فاعلًا لأفعاله، وأن تكون له قدرة لها تأثير في مقدورها، أو أن يكون في المخلوقات ما هو سبب لغيره، وأن يكون الله خلق شيئًا لحكمة"٦.
"وأول من ظهر عنه إنكار ذلك هو الجهم بن صفوان وأتباعه"٧، "فلما حدثت مقالته المقابلة لمقالة القدرية أنكرها السلف، والأئمة كما
١ الاستقامة (٢/٤٠٩) .
٢ منهاج السنة النبوية (٣/٢٨٧) .
٣ التسعينية (٣/١٠١٠)، وانظر: منهاج السنة النبوية (١/٤١٠، ٣/٧٧، ٤٧٧)، والمثبت هنا هو من نقله ﵀ عن الأشعري.
(٩٢)، (١/٣٥) .
٥ الاستقامة (١/٤٣٣) .
٦ مجموع الفتاوى (٨/٥٢١)، وانظر: منهاج السنة النبوية (٥/٩٨) .
٧ المصدر السابق (٨/٤٦٠) .
1 / 164