شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
البراء بن عازب ﵁، أن رسول الله ﷺ قال: " المسلم إذا سئل في قبره شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله"؛ فذلك قول الله – تعالى-: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ﴾ [إبراهيم: ٢٧]، وفي لفظ: "نزلت في عذاب القبر يقال له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد، وذلك قول الله – تعالى-: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاء﴾ [إبراهيم: ٢٧] "١.
وهذا الحديث قد رواه أهل السنن والمسانيد مطولًا، كما في سنن أبي داود وغيره عن البراء بن عازب ﵁، قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر، ولما يلحد، فجلس النبي ﷺ، وجلسنا حوله، كأنما على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به الأرض، فرفع رأسه فقال: "استعيذوا بالله من عذاب القبر " مرتين، أو ثلاثًا. وذكر صفة قبض الروح، وعروجها إلى السماء، ثم عودها إليه.
إلى أن قال: "وإنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له: ويا هذا من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ". وفي لفظ: " فيأتيه ملكان فيجلسانه، ويقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام. فيقولان: ما هذا الرجل الذي أرسل فيكم؟ قال: فيقول: هو رسول الله. فيقولان: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب الله، وآمنت به، وصدقت به، فذلك قول الله: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاء﴾ [إبراهيم: ٢٧]، قال: " فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي، فافرشوا له في الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة " قال: " فيأتيه من روحها، وطيبها " قال: " ويفسح له مد بصره " قال: "وإن الكافر"، فذكر موته. وقال: "وتعاد روحه إلى جسده، فيأتيه ملكان،
١ رواه البخاري (١٣٦٩)، ومسلم (٢٨٧١) .
1 / 131