شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
"وفي حديث أبي سعيد١ وأبي هريرة٢ أنه يتجلى لهم في القيامة مرة للمؤمنين والمنافقين بعد ما تجلى لهم أول مرة ويسجد المؤمنون دون المنافقين"٣، "وهذان الحديثان من أصح الأحاديث"٤.
ومن المعلوم أن رؤية المؤمنين لله – تعالى – في العرصات ليست نظير ما يكون لهم إذا دخلوا الجنة، "فإن الرؤية أنواع متباينة تباينًا عظيمًا لا يكاد ينضبط طرفاها"٥. "ورؤيته – سبحانه – هي أعلى نعيم أهل الجنة، وغاية مطلوب الذين عبدوا الله مخلصين له الدين، وإن كانوا في الرؤية على درجات على حسب قربهم من الله، ومعرفتهم به"٦.
ومما وقع فيه الخلاف بين أهل العلم هل يرى الكفار الله – تعالى – يوم القيامة في العرصات؟
وفي هذه المسألة ثلاثة أقوال:
"أحدها: أن الكفار لا يرون ربهم بحال، لا المظهر للكفر، ولا المسر له، وهذا قول أكثر العلماء المتأخرين، وعليه يدل عموم كلام المتقدمين، وعليه جمهور أصحاب الإمام أحمد، وغيرهم.
الثاني: أنه يراه من أظهر التوحيد من مؤمني هذه الأمة، ومنافقيها، وغبرات من أهل الكتاب. وذلك في عرصة القيامة ثم يحتجب عن المنافقين، فلا يرونه بعد ذلك، وهذا قول أبي بكر بن خزيمة من أئمة أهل السنة، وقد ذكر القاضي أبو يعلى نحوه في حديث إتيانه – ﷾ – لهم في الموقف الحديث المشهور٧.
١ رواه البخاري (٤٥٨١)، ومسلم (١٨٣) .
٢ رواه البخاري (٧٤٣٧)، ومسلم (١٨٢) .
٣ مجموع الفتاوى (٦/٤٦٨) .
٤ المصدر السابق (٦/٤٣٢) .
٥ المصدر السابق (٦/٥٠٣) .
٦ المصدر السابق (٦/٤٨٥) .
٧ تقدم تخريجه أين؟
1 / 124