شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية
الناشر
دار ابن الجوزي،الدمام
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
ومنه خرج"١، و"ليس معنى قول السلف، والأئمة: إنه منه خرج. ومنه بدأ، أنه فارق ذاته. وحل بغيره، فإن كلام المخلوق إذا تكلم به لا يفارق ذاته، ويحل بغيره"٢. و"لكن مقصود السلف الرد على هؤلاء الجهمية، فإنهم زعموا أن القرآن خلقه الله في غيره، فيكون قد ابتدأ، وخرج من ذلك المحل الذي خلق فيه لا من الله، كما يقولون: كلامه لموسى خرج من الشجرة، فبين السلف، والأئمة أن القرآن من الله بدأ، وخرج"٣، "لم يبتدئ من غيره من الموجودات، كما قال – تعالى –: ﴿وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ﴾ [النمل: ٦]، وقال: ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي﴾ [السجدة: ١٣]، وقال: ﴿كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾ [هود: ١] "٤.
"وأما إليه يعود، فإنه يسرى به في آخر الزمان من المصاحف، والصدور، فلا يبقى في الصدور منه كلمة، ولا في المصاحف منه حرف"٥.
بل إذا قرأه الناس، أو كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن أن يكون كلام الله – تعالى – حقيقة، فإن الكلام إنما يضاف حقيقة إلى من قاله مبتدئًا لا إلى من قاله مبلغًا مؤديًا،
وبيان هذا "أن أهل السنة يقولون: الكلام كلام من قاله مبتدئًا لا
١ مجموع الفتاوى (١٢/٥١٧) . ٢ المصدر السابق (١٢/٥١٧ – ٥١٨) . ٣ المصدر السابق (١٢/٥١٨) . ٤ جامع الرسائل والمسائل (١/١٦٢) . ٥ مجموع الفتاوى (٣/١٧٤ – ١٧٥)، انظر أيضًا: (١٢/٢٧٤) .
1 / 114