شرح العقيدة الواسطية للهراس

محمد خليل هراس ت. 1395 هجري
48

شرح العقيدة الواسطية للهراس

الناشر

دار الهجرة للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤١٥ هـ

مكان النشر

الخبر

تصانيف

الْمُتَأَخِّرُونَ مِنَ الْأَشَاعِرَةِ (١) وَغَيْرِهِمْ، فَإِنَّ السَّلَفَ لَمْ يَكُونُوا يفوِّضون فِي عِلْمِ الْمَعْنَى، ولا كانوا يقرؤون كَلَامًا لَا يَفْهَمُونَ مَعْنَاهُ؛ بَلْ كَانُوا يَفْهَمُونَ مَعَانِيَ النُّصُوصِ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَيُثْبِتُونَهَا لِلَّهِ ﷿، ثُمَّ يفوِّضون فِيمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ كُنْهِ الصِّفَاتِ أَوْ كيفيَّاتها (٢)؛ كَمَا قَالَ مَالِكٌ حِينَ سُئِلَ عَنْ كَيْفِيَّةِ اسْتِوَائِهِ تَعَالَى عَلَى الْعَرْشِ: «الِاسْتِوَاءُ معلومٌ، والكيفُ مجهولٌ» (٣) .

(١) سيأتي التعريف بهم (ص١٣٠) . (٢) المفوِّضة: هم الذين يُثْبِتُون الصفات، ويفوِّضون علم معانيها إلى الله. وأهل السنّة والجماعة يُثْبِتُون الصفات وعلم معانيها، ويفوِّضون علم كيفيتها إلى الله تعالى. ومَن قال: أنا أثبت الصفات وأفوِّضُ علمها إلى الله؛ قلنا له: ماذا تعني بعلمها؟ علم المعنى؟ أم علم الكيفية؟ (٣) ذكره البيهقي في «الأسماء والصفات» (٥١٥) عن الإمام مالك بإسناد جوَّده الحافظ في «الفتح» (١٣/٤٠٧) . وورد عن ربيعة الرأي، شيخ مالك. ذكره: البيهقي في «الأسماء والصفات» (ص٥١٦)، واللالكائي في «شرح اعتقاد أهل السنة» (٣/٣٩٨) . وورد أيضًا عن أم سلمة مرفوعًا وموقوفًا. ولكن قال ابن تيمية في «الفتاوى» (٥/٣٦٥): «وقد رُوِيَ هذا الجواب عن أم سلمة ﵂ موقوفًا ومرفوعًا، ولكن ليس إسناده مما يُعْتَمَدُ عليه» . وقال الألباني عن المرفوع في «شرح الطحاوية» (ص٢٨١): «لا يصح» . ثم قال: «والصواب عن مالك أو أم سلمة، والأول أشهر» .

1 / 68