شرح العقيدة الواسطية للعثيمين
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
السادسة
سنة النشر
١٤٢١ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
العظيمة التي لم تكن لأحد من البشر أو الرسل قبله، وهو هذا القرآن العظيم، فإن هذا القرآن لا نظير له في آيات الأنبياء السابقين أبدًا، ولهذا قال الله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ﴾ [العنكبوت: ٥٠ - ٥١]، هذا يكفي عن كل شيء، ولكن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، أما المعرض، فسيقول كما قال من سبقه: هذا أساطير الأولين!
الحاصل أن محمدًا ﷺ رسول الله وخاتم النبيين، ختم الله به النبوة والرسالة أيضًا، لأنه إذا انتفت النبوة، وهي أعم من الرسالة، انتفت الرسالة التي هي أخص، لأن انتفاء الأعم يستلزم انتفاء الأخص، فرسول الله ﵊ هو خاتم النبيين.
* قوله: " ﷺ وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا ".
شرح:
معنى "صلى الله عليه ": أحسن ما قيل فيه ما قاله أبو العالية ﵀، قال: "صلاة الله على رسوله: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى" (١).
وأما من فسر صلاة الله عليه بالرحمة، فقوله ضعيف، لأن
_________
(١) رواه البخاري عن أبي العلية في تفسيره سورة الأحزاب: "باب إن الله وملائكته يصلون على النبي"، "فتح" (٨/ ٥٣٢)، ووصله القاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي في "فضل الصلاة على النبي ﷺ" (٩٥) بإسناد حسن كما قال الشيخ الألباني.
1 / 46