أن يتواضع للحق أنى قيل له، وكيف قيل له، فالحق أحق أن يُتّبع، يا طالب العلم.. إذا بلغك القول عن الله وعن رسوله ﷺ فطِب بذلك نفسًا، واعلم أنه شرع الله، فاعتبره أصلًا وأساسًا، طالب العلم الموفق في طلبه للعلم إذا بلغته الآية من كتاب الله أو الحديث من سنة النبي ﷺ، خضع لله، وقال بلسان الحال والمقال: سمعنا وأطعنا، يقول الله تعالى في كتابه: «فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» [النساء:٦٥]، فلا وربك: يقسم الله ﷿ لنبيه، «حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ»، هذا أول شيء، يحكموك فيما شجر بينهم، «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا» حرجًا: نكرة، حتى تعمّ، وليس وحدها، بل «وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»، ولذلك قالت أم المؤمنين عائشة ﵂ لِعَمْرَة، لَمَّا سألتها عَمْرة: ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت لها: أحرورية أنتِ (١) [٢٧])؟! أي: هل تعترضين على السنة، كشأن الخوارج من أهل حروراء.
_________
(١) ٢٧]) متفق عليه.
1 / 33