إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ جَعَلْتُ يَوْمِي مِنْكَ لعَائِشَة، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ، يَقْسِمُ لعَائِشَة يَوْمَيْنِ، يَوْمَهَا وَيَوْمَ سَوْدَةَ» (١).
وحتى الذين خاضوا في الإفك من الصحابة ﵃، من غير قصد منهم، قد تابوا، وأحبوا عَائِشَة ﵂، بل دافعوا عنها أشد دفاع، ومن هؤلاء حسان بن ثابت ﵁، أنشد فيها شعرًا فقال:
رَأَيْتُكِ وَلْيَغْفِرْ لَكِ اللَّهُ حُرَّةً ... مِنَ الْمُحْصَنَاتِ غَيْرَ ذَاتِ غَوَائِلِ
حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ ... وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
عَقِيلَةُ حَيٍّ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ... كِرَامِ الْمَسَاعِي مَجْدُهُمْ غَيْرُ زَائِلِ
مُهَذَّبَةٌ قَدْ طَيَّبَ اللَّهُ خِيمَهَا ... وَطَهَّرَهَا مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَاطِلِ
فَإِنْ كُنْتُ قَدْ قُلْتُ الَّذِي قَدْ زَعَمْتُمُ ... فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي
وَكَيْفَ وَوُدِّي مَا حَيِيتُ وَنُصْرَتِي ... لآلِ رَسُولِ اللَّهِ زَيْنِ الْمَحَافِلِ
لَهُ رَتَبٌ عَالٍ عَلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ ... تَقَاصَرُ عَنْهُ سَوْرَةُ الْمُتَطَاوِلِ
فَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلائِطٍ ... وَلَكِنَّهُ قَوْلُ امْرِئٍ بِيَ مَاحِلِ (٢)
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب المرأة تهب يومها من زوجها لضرتها، وكيف يقسم ذلك ٧/ ٣٣، رقم (٥٢١٢)، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب جواز هبتها نوبتها لضرتها ٢/ ١٠٨٥، رقم (١٤٦٣).
(٢) أخرج هذه القصة البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب حديث الإفك ٥/ ١٢١، رقم (٤١٤٦)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت ﵁ ٤/ ١٩٣٤، رقم (٢٤٨٨)، ولم يذكرا هذه الأبيات بطولها غير مطلعها، ووجدتها كاملة في: الاستيعاب ٤/ ١٨٨٣، والبداية والنهاية ٦/ ٢٠٣، وسمط النجوم العوالي ٢/ ١٧٨.
1 / 38