إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
قالت: فنظر النَّبِيّ ﷺ إلى عَائِشَة، وقال: «إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ» (١).
وكان ﷺ يفسح لها المجال للعب، ولم يحرمها من هذه المتعة، بل إنه كان يفرح بلعبها ويضحك حتى تُرَى نواجِذه، فعنها ﵂ قالت: «كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيّ ﷺ، وَكَانَ لِي صَوَاحِبُ يَلْعَبْنَ مَعِي، "فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا دَخَلَ يَتَقَمَّعْنَ (٢) مِنْهُ، فَيُسَرِّبُهُنَّ (٣) إِلَيَّ فَيَلْعَبْنَ مَعِي"» (٤).
وكان ﷺ دائمًا يحب أن يدخل الفرح والبهجة على قلبها، فيحملها على عاتقه لتشاهد الحبشة وهم يلعبون، فعنها قالت: «وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُومُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي، وَالْحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ بِحِرَابِهِمْ، فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، يَسْتُرُنِي بِرِدَائِهِ، لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى لَعِبِهِمْ، ثُمَّ يَقُومُ مِنْ أَجْلِي، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّتِي أَنْصَرِفُ» (٥).
_________
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض ٣/ ١٥٦، رقم (٢٥٨١)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عَائِشَة رضي الله تعالى عنها ٤/ ١٨٩١، رقم (٢٤٤٢).
(٢) أي: يَتَغَيَّبْنَ منه ويدخلن من وراء السِّتْرِ. ينظر: غريب الحديث لأبي عبيد ٤/ ٣١٥، وفتح الباري ١٠/ ٥٢٧.
(٣) أَي: يرسلهن وَاحِدَة بعد أخري. ينظر: النهاية في غريب الحديث والأثر ٢/ ٣٥٦، وفتح الباري ١/ ١٣١.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الانبساط إلى الناس ٨/ ٣١، رقم (٦١٣٠)، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عَائِشَة رضي الله تعالى عنها ٤/ ١٨٩٠، رقم (٢٤٤٠).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب أصحاب الحراب في المسجد ١/ ٩٨، رقم (٤٥٤)، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة العدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في =
1 / 33