إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
وقد ورثت أُمّ المؤمنين عَائِشَة ﵂ الكثير من عناصر الفخار التي تميزت بها قبيلتها، كما أنها ولدت ونشأت في بيت عامر بالإسلام والإيمان - كما سبق - مما كان له الأثر الكبير والطيب عليها" (١).
وقد أرضعتْ عَائِشَة ﵂ زوجةُ أبي القعيس (٢)، (٣)، فعن عائشة ﵂، قالت: «اسْتَأْذَنَ عَلَيَّ أَفْلَحُ أَخُو أَبِي القُعَيْسِ بَعْدَمَا أُنْزِلَ الحِجَابُ، فَقُلْتُ: لاَ آذَنُ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَ فِيهِ النَّبِيّ ﷺ، فَإِنَّ أَخَاهُ أَبَا القُعَيْسِ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي القُعَيْسِ، فَدَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيّ ﷺ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَفْلَحَ أَخَا أَبِي القُعَيْسِ اسْتَأْذَنَ فَأَبَيْتُ أَنْ آذَنَ لَهُ حَتَّى أَسْتَأْذِنَكَ، فَقَالَ النَّبِيّ ﷺ: "وَمَا مَنَعَكِ أَنْ تَأْذَنِي عَمُّكِ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ هُوَ أَرْضَعَنِي، وَلَكِنْ أَرْضَعَتْنِي امْرَأَةُ أَبِي القُعَيْسِ، فَقَالَ: "ائْذَنِي لَهُ فَإِنَّهُ عَمُّكِ تَرِبَتْ يَمِينُكِ"» (٤).
فنشأت ﵂ في أحضان هذه الأسرة المباركة، وترعرعت في بيت الصدق والإيمان، وعاشت منذ نعومة أظفارها في ظل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف،
_________
(١) السيدة عَائِشَة وتوثيقها للسنة، لجيهان رفعت فوزي ص (١٢) بتصرف.
(٢) ينظر في قصة إرضاع عَائِشَة: أسد الغابة ٥/ ٤٠٧.
(٣) أبو القُعَيْسِ: اختلف في اسمه، فقيل اسمه: وائل، وقيل: الجعد، قال أبو نعيم في معرفة الصحابة ٥/ ٢٧١٤: "وائل بن أبي القُعَيْسِ أخو أفلح، له ذكر في حديث عَائِشَة، ذكره بعض المتأخرين، ولا أعلم له صحبة ولا إسلامًا".
ينظر في ترجمته: معرفة الصحابة ٥/ ٢٧١٤، والاستيعاب ١/ ١٠٢، وأسد الغابة ٥/ ٤٠٧.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب قوله: ﴿إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ الآية ٦/ ١٢٠، رقم (٤٧٩٦) ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب تحريم الرضاعة من ماء الفحل ٢/ ١٠٦٩، رقم (١٤٤٥).
1 / 22