إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة
الناشر
مؤسسة الدرر السنية-المملكة العربية السعودية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢هـ - ٢٠١١م
مكان النشر
الظهران
تصانيف
المبحث الثاني
مولدها ونشأتها
وُلِدَتْ أُمّ المؤمنين عَائِشَة ﵂ بمكة، بعد البعثة بأربع سنين أو خمس (١) تقريبًا (٢)، فخرجت إلى الدنيا فوجدت نفسها بين أبوين كريمين مؤمنين، في بيت يدين بدين الإسلام، بل وجدت نفسها ابنة خير الناس بعد رسول الله ﷺ، فوالدها أبو بكر الصديق ﵁ أوَّل من أسلم من الرجال، وبإسلامه أسلمت زوجته أم رومان وابنتاه أسماء وعَائِشَة ﵅، وبذلك تعد عَائِشَة ﵂ من أوائل المسلمات.
وكان أبواها - مع إسلامهما المتين - لهما علاقات حميمة، وصِلات وثيقة برسول الله ﷺ، كما حكت ذلك بنفسها ﵂، فعن عروة بن الزبير أن عَائِشَة زوج رسول الله ﷺ قالت: «لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ إِلا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ طَرَفَيْ النَّهَارِ بُكْرَةً وَعَشِيَّةً» (٣).
"وكانت لأسرة أبي بكر الصديق مكانة كبيرة قبل الإسلام، فهي من أكرم الأسر العربية وأعرقها، وبعد الإسلام تعد أسرة أبي بكر الصديق من السابقين إليه،
_________
(١) ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة ٨/ ١٦.
(٢) رجَّح سليمان الندوي أن ولادتها في السنة التاسعة قبل الهجرة، فقال: "أصح تاريخ لولادتها هو شهر شوال قبل الهجرة، الموافق يوليو (تموز) عام ٦١٤م، وهو نهاية السنة الخامسة من البعثة".
ينظر: سيرة السيدة عَائِشَة أُمّ المؤمنين ك ص (٤٠).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المساجد، باب المسجد يكون في الطريق من غير ضرر بالناس، ١/ ١٠٢، رقم (٤٧٦).
1 / 21