دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
الناشر
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
رقم الإصدار
الأولى، 1421هـ - 2000م
تصانيف
وهو اجتماع النقيضين. قلنا إنتاج هذا الضرب من الشكل الثالث ممنوع كما بين في موضعه ولك أن تورد شبهة جذر الأصم في إثبات جواز اجتماع النقيضين أيضا.
أجمعين: من ألفاظ التأكيد المعنوي يفيد شمول الحكم لجميع أفراد المؤكد إن كان ذا أفراد أو لجميع أجزائه إن كان ذا أجزاء مثل يحشر الناس أجمعون وجاءني القوم أجمعون. وقال جلال العلماء الدواني رحمه الله في الأنموذج الذي جعله تحفة لسلطان محمود بيكره (سلطان الكجرات) المسألة السادسة من التفسير قوله تعالى {ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} . يقتضي بظاهره دخول جميع الفريقين في جهنم والمعلوم من الأخبار والآثار وسائر الآيات خلافه. وأجاب بعض المفسرين عنه بأن ذلك مثل ملأت الكيس من الدراهم أجمعين وهو لا يقتضي دخول جميع الدراهم في الكيس ولا يخفى ما فيه فإنه إذا نظر إلى أن يقال ملأت الكيس من جميع الدراهم وهو بظاهره يقتضي دخول جميع الدراهم فيه فالكلام فيه كالكلام في المبحث والحق في الجواب أن يقال المراد بلفظ أجمعين تعميم الأصناف وذلك لا يقتضي دخول جميع الأفراد كما إذا قلت ملأت الجراب من جميع أصناف الطعام ولا يقتضي ذلك إلا أن يكون فيه شيء من كل صنف من الأصناف لا أن يكون فيه جميع أفراد الطعام وكقولك املأ المجلس من جميع أصناف الناس لا يقتضي أن يكون في المجلس جميع أفراد الناس بل أن يكون فيه من كل صنف فرد وذلك ظاهر وعلى هذا يظهر فائدة لفظ أجمعين إذ فيه رد على اليهود وغيرهم ممن يزعم أنهم لا يدخلون النار انتهى أيها الخليل الجليل ألا يخطر بخيالك أن ما ذكره الجلال رحمه الله بعيد بمراحل عن جلاله. أو لا يجلو علينا ما خطر بباله. ألا تعلم أن الجواب الذي وسمه بالحق ينادي نداء يسمعه الثقلان أنه يدخل في النار فرد من كل صنف من الجن والإنسان. فيلزم أن يدخل واحد من الأنبياء والأولياء والصبيان. والأمر على خلافه بالدلائل القاطعة وساطع البرهان. اللهم احفظنا من خسران اللسان. وإن أنكرت كون النبي والولي والصبي صنفا من الإنسان، فلعلك في صنف آخر أما سمعت أن النوع المقيد بالقيد العرضي صنف فعليك بيان صنفك والجواب الناطق بالحق والصواب أن المراد بالجنة والناس العصاة بل الكفار منهما لا مطلقا باستعانة لام العهد لبت شعري لم ترك رحمه الله هذا الجواب مع ظهوره وسلامته عن المنافاة والوقوع في العذاب ولم يتنبه أنه فر عن بلاء فوقع في وباء ولما حررت هذا الجواب نظرت إلى تفسير القاضي رحمه الله فإن فيه إعانة لهذا القاضي نعم الجنس إلى الجنس يميل والفاضل العامل والعارف الكامل الشيخ المشهور بعبد الرحمن الماهمي قدس
صفحة ٣٥