56

درر السموط فيما للوضوء من الشروط

محقق

عبد الرؤوف بن محمد بنِ أَحْمَدُ الكمالي

الناشر

دار البشائر الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٩ هجري

مكان النشر

بيروت

وهكذا قال القاضي أبو الطيب في تعليقه(١) وابن الصباغ(٢) وآخرون: لا يعتدّ بالغسل بالماء والسدر من الثلاث بلا خلاف.

فإذا غسل بعد ذلك بالماء القراح وزال به أثر السدر والخِطمي، ففي الاعتداد بهذه الغسلة وجهان:

أحدهما - وهو قول أبي إسحاق المروزيّ -: يحسب من الثلاث؛ لأنها بماء قراح فأشبهت ما بعدها.

والثاني - وهو الصحيح عند جمهور المصنفين -: لا تحسب؛ لأن الماء خالط السدر فهو كما قبلها.

وجزم صاحب ((الحاوي)) والمَحامِلي في كتابيه وصاحب ((البيان))(٣)

(١) أبو الطيب، هو: القاضي طاهر بن عبد الله بن طاهر الطبري. كان إماماً ورعاً حسن الخلق، صحيح المذهب. وُلِد بطبرستان سنة (٣٤٨هـ). بلغ مائة سنة وسنتين ولم يختلّ عقله، ولم يتغيَّر فهمه. شرح ((مختصر المزني)) و ((فروع)) أبي بكر بن الحدَّاد، وله تصانيف في الخلاف والأصول والجدل. تُؤُنِّي - رحمه الله - ببغداد، سنة (٤٥٠ هـ). انظر: ((وفيات الأعيان)) (٥١٢/٢ _٥١٥)، و((طبقات الشَّافعيَّة» لابن هداية الله الحسيني (ص ١٥٠، ١٥١). وأمَّا تعليقه: فذكر في ((كشف الظنون)» (٤٢٤/١) أن له تعليقةً عظيمةً في نحو عشر مجلَّدات، كثيرة الاستدلال والأقيسة.

(٢) هو: أبو نصر، عبد السيِّد بن محمَّد بن عبد الواحد البغدادي. قال ابن خلّكان: ((كان فقية العراقيين في وقته، وكان يضاهي الشيخ أبا إسحاق الشيرازي، وتقدم عليه في معرفة المذهب)). مِن مصنَّفاته: ((الشامل))، قال عنه ابن خلكان: ((وهو مِن أجود كتب أصحابنا، وأصحها نقلاً، وأثبتها أدلة)) اهـ. توفي سنة (٤٧٧ هـ).

انظر: ((وفيات الأعيان)» (٢١٧/٣، ٢١٨)، و((كشف الظنون)) (١٠٢٥/٢).

(٣) انظر: ((البيان)) للعمراني (٣٢/٣).

56