اقول : معناه انه سبحانه لقنهم في كتابه العزيز ادلة وجوده ووحدته وذاته وصفاته ووعدهم واوعدهم ، وبشرهم وانذرهم بما ينبغي ان يبشر وينذر.
وامرهم بالطاعات ، ونهاهم عن السيئات ، ودلهم على الحسنات ، وارشدهم الى طريق النجاة ، وحذرهم عما يؤدي الى الهلكات.
وبالجملة هداهم النجدين ، طريقي الشرور والخيرات ، فكأنه بذلك تجلى لهم في كلامه. ولكنهم لعدم تدبرهم فيه وتفكرهم لا يبصرون ، كما قال « افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها » (1).
يدل على ذلك كلام سيدنا امير المؤمنين سلام الله عليه في بعض خطبه : الحمد لله الذي بعث محمدا بقرآن قد بينه ، واحكمه ، ليعلم العباد ربهم بعد ان جهلوه ، وليقروا به بعد ان جحدوه ، وليثبتوه بعد ان انكروه ، فتجلى سبحانه لهم في كتابه ، من غير ان يكونوا رأوه بما اراهم من قدرته ، وخوفهم من سطوته (2).
* 3 فائدة
[ القرآن ذلول ذو وجوه ]
قال عليه السلام : القرآن ذلول ذو وجوه ، فاحملوه على احسن الوجوه (3).
اقول : في نهاية ابن الاثير : الذلول من الذل بالكسر ضد الصعب (4).
وفي مجمع البيان في فصل اللغة في كريمة « جعل لكم الارض ذلولا » (5):
صفحة ٣٣