هتفت في حماس: لا! لا! ليس قبل أن تسمع حكاية الهر أرنست .
كانت قد نطقت الاسم بصوت مرتفع، وخشيت أن يكون قد سمعها فوضعت يدها على فمها وعضت إصبعها والتفتت وراءها، ثم قالت: الحمد لله! لم يسمع! هل تعرف أنه كان بحارا؟ طبعا لا تعرف، وهل تعرف أن سفينته غرقت بكل من فيها عند الساحل الأفريقي؟ طبعا لا تعرف! وأنه نجا هو واثنان فقط ممن كانوا معه! وأنه أخذ يسبح في الماء المالح سبعة أيام وليال، سبعة أيام في الماء المالح حتى انتزع جلده؟ طبعا لا تعرف!
قلت: الساعة الآن الثالثة يا بربارا يجب أن أذهب.
قالت غاضبة: لن أكلمك بعد اليوم!
ورن في القاعة صوت مخيف: بربارا! لا تضايقي الهر!
وأطرقت برأسها الصغير إلى الأرض ووضعت إصبعها في فمها.
قلت وأنا أرتدي معطفي: ألا تسلمين علي؟
رفعت رأسها وقالت: هل تأتي غدا؟
قلت: بالطبع، لأسمع حكاية البحار الذي غرق في الماء المالح.
قالت: لا لا! الهر أرنست لم يغرق، ها هو يأكل هناك!
صفحة غير معروفة