اختلف الناس في تسمية الله عز وجل أنه غيور، فأجاز ذلك قوم، واحتجوا بما روي عن النبي j أنه قال: «ما أحد أغير من الله، ومن أغير ممن حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن؟» (¬1) ، قالوا: ومعنى قوله: «أغير» أي: أزجر من الله، والغيرة من الله تعالى الزجر، فالله تعالى غيور بمعنى زجور يزجر عن الحرام ويحظره، ويتوعد (¬2) عليه أشد الوعيد. ومنه ما روى أبو هريرة عن النبي j أنه قال: «إن سعد بن عبادة سيدكم لغيور، وأنا أغير منه، والله أغير مني» (¬3) ، على معنى الزجر عن المعاصي. فأجاز من أجاز ذلك على هذا المعنى. ومنه ما روي أن بعض أزاوج النبي j أهدت إليه شيئا في غير يومها فأخذت عائشة ذلك فنبذته وكسرت الإناء، فقال j: «غارت أمكم» (¬4) أي: زجرت عن إهداء ما أهدت. ولم يجز آخرون ذلك، وقالوا: إن الصفة بذلك مجازا وتوسعا (¬5) ،
صفحة ٣٦