عن جيش يقبل نحوهم لقلة أكتراثهم يهم ولثقتهم ببسالة أنفسهم وشدتهم على أعدائهم. ومثله ما أنشد أبو تمام:
(إذا استنجدوا لم يَسألوا من دعاهُم ... لأيَّةِ حَرْبٍ أو لأيِّ مكانِ)
وقال ابن هرمة في أثر الكلب بالضيف:
(ومُستَنبح تَستكشطُ الريحُ ثَوْبه ... ليسقطَ عنه وهو بالثوب معصمُ)
(عوىَ في سوادِ الليلِ بعد اعتسافه ... لينبح كلب أو ليفزع نُومُ)
(فجاوبه مستسمع الصوت للقرَى ... له عند أقيان المهبين مطعمُ)
(يكادُ إذا ما أبصرَ الضيفَ مُقبلا ... يكلمهُ من حُبه وهو أعجمُ)
وقال عمران بن عصام، ويروى لنصيب:
(لعبد العزيز على قَوْمِه ... وغيرهم مننٌ غامرهْ)
(فبابُك ألينُ أبوابِهم ... ودارُك مأهولةٌ عامره)
(وكلبُك آنسُ بالمعتفينَ ... من الأمِّ بابنتِها الزائره)
(وكفُّكَ حينَ ترى السائلين ... أندَى من الليلة الماطرة)
(فمنكَ العَطاء ومنا الثناء ... لكل مُخبرة سائره)
وقال الحطيئة في خلاف ذلك:
(مَلوا قِراه وهرَّتْه كلابُهم ... وضرَّسُوه بأنيابٍ وأضراسٍ)
(وقال بشارٍ في قريب من المعنى الأول:
(سقى اللَّهُ القبابَ وتَل عيدي ... وبالشّرفينِ أيامَ القبابِ)
(وأيام لنا قَصَرت وطالتْ ... على فرعان نائمة الكلاب)
وقال آخر:
(وما يكُ فيَّ من عيب فإني ... جبانُ الكلبِ مهزولُ الفصيل)
معناه أن الكلب يضرب إذا نبح الضيف فهو جبان ويؤثر الضيف باللبن والفصيل
1 / 33