ديوان أبي الأسود الدؤلي
محقق
محمد حسن آل ياسين
الناشر
دار ومكتبة الهلال - بيروت
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٩٨ م - ١٤١٨ هـ
مكان النشر
لبنان
تصانيف
الشعر
فلما أصبح دعا به عبيد الله بن زياد فأمره أن يلعن المحكمة، فأبي، قال: أفلست على دين أمير المؤمنين معاوية؟ قال: أنا - على دين إبراهيم - حنيف مسلم. فأمر به أن تضرب عنقه، فأخرج إلى سوق الرقيق فجثا الرجل على [١٦ / أ] ركبتيه، وتحاماه الناس والشرط تخوفا لرهطه وأصحابه وكراهية لقتله لحداثة سنه وما يذكر من نسكه. فأقبل رجل من باهلة يقال له "المثلم" قد غدا إلى الكلإ فامتار لأهله طعاما وأقبل، فلما رأى جماعة الناس قال: ما هذا؟ قيل: حروري قد تحاماه الناس فقال ما منعهم من قتل الكلب؟ فأقبل يفج يفج الناس أي يشق الناس فقال: ما يمنعكم من من هذا الكلب أن تقتلوه؟ فأعطاه بعضهم السيف فضرب عنقه فلعنه الناس وشتموه فرجع إلى أهله فأخبرهم بذلك فقال قومه: ويلك ما أردت إلى أمر كنت عنه بمعزل؟ والله إنك لبين شرتين: إما أن يقتلك رهطه أو أهل دينه، فسقط في خلده، ورأى أنه وقع في شر واحترس في بيته لا يخرج منه. وإنه حضره شهر رمضان فغدا إلى المربد في طلب لقحة يتصوم على لبنها فلقي رجلين فقالا له: ما يطلب الرجل؟ قال: لقحة قالا فعندنا حاجتك حلب يديك ونحن محتاجون إلى ثمنها فانصرف اليوم حتى نخرجها لك وميعادك هذا القصر غدا قال: فأرجع؟ قالا: نعم لن نفارقك حتى نفرغ مما بيننا وبينك فرجع، وغدوا عليه قال: أين لقحتكم؟ قالا: قريبا كرهنا أن ندخلها المربد ولكن انظر إليها فإن أعجبتك فهي لك بحكمك وأنت فيها بالخيار عشرا أو أكثر من ذلك فانطلق معهما يتقدمانه مرة
1 / 121