ديوان أبي الأسود الدؤلي
محقق
محمد حسن آل ياسين
الناشر
دار ومكتبة الهلال - بيروت
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٩٩٨ م - ١٤١٨ هـ
مكان النشر
لبنان
تصانيف
الشعر
[٤٧]
كان فتى حدث يقال له: "خالد" من بني سدوس من رهط سويد بن منجوف قصرة وكان نشأ غلاما ناسكا قد وسمته الصلاة والعبادة حتى آض مثل القدح وأنه ذكر أمره لعبيد الله بن زياد وقيل له أنه على رأي المحكمة. فأرسل إليه عبيد الله فأتي به فأمر به إلى السجن فسارت بنو سدوس ومن استرفدوا إلى عبيد الله بن زياد فأخبروه ببراءته وأنه نشأ لا يعقل إلا النسك والصلاة وتلاوة القرآن وناشدوه فيه وسألوه إياه فقال لهم عبيد الله: أنا معطيكم خصلتين لا أعطيهما أحدا سواكم أدعو به غدا فآمره أن يلعن المحكمة فإن فعل وبرئ منهم خليت سبيله أو أسأله عن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان فإن تولاه وزعم أنه على دينه خليت سبيله قال القوم جزى الله الأمير خير جزائه أنصفتنا وزدت فدخلوا على الغلام وهو في السجن فقالوا له: أبشر فقد أعطانا الأمير ما لم يعط أحدا من الناس يدعو بك غدا فيأمرك أن تلعن المحكمة فالعنهم قال: ما أمرت أن أكون لعانا إنما أمرت بالعمل. قالوا: فإذا سألك عن أمير المؤمنين معاوية فأخبره أنك على دينه وأنك تتولاه قال: أنا على دين إبراهيم فأنا على دينه حنيفا مسلما قال له بعض القوم: ننشدك الله في دينك فاجعلها تقية قال إني لأرجو بها يوما لا تقبل فيه التقية.
1 / 120