وقيناك صرف الدهر بالأنفس التي
تبجل ، لا نالوك أما ولا أبا
فلم تخل من فضل يبلغك التي
تحب ، ومن رأي يريك المغيبا
وما نقم الحساد إلا أصالة
لديك ، وفعلا أريحيا مهذبا
وقد جربوا بالأمس منك عزيمة
فضلت بها السيف الحسام ، المجربا
غداة لقيت الليث ، والليث مخدر
يحدد نابا للقاء ومخلبا
يحصنه من نهر نيزك معقل
منيع ، تسامى روضه وتأشبا
مرود مغارا بالظواهر مكثبا ،
ويحتل روضا بالأباطح معشبا
يلاعب فيه أقحوانا مفضضا ،
يبص ، وحوذانا على الماء مذهبا
إذا شاء غادى عانة ، أو غدا على
عقائل سرب ، إن تنقص ربربا
يجر إلى أشباله كل شارق ،
عبيطا مدمى ، أو رميلا مخضبا
صفحة ١١