أسدى الرغائب حتَّى ما يشاركُه ... في لفظها غيرُ هذا العشرِ من رجب
وأعتاد أن يهب الآلافَ عاجلةً ... وإن سرى لألوف الجيشِ لم يَهب
كم غارةٍ عن حمى الإسلام كفكفها ... بالضربِ والطعنِ أو بالرعبِ والرّهب
وغايةٍ جاز في آفاقها صعدًا ... كأنَّما هو والإسراع في صَبب
ومرمل ينظر الدُّنيا على ظمإٍ ... منها ويطوي الحشا ليلًا على سَغب
نادته أوصافه اللاتي قد اشتهرت ... لِمَ القعودُ على غيرِ الغنى فثب
فقامَ يعمل بين الكثب ناجيةً ... كأنَّما احتملت شيئًا من الكتب
حتى أناخت بمغناهُ سوى كرمٍ ... يسلو عن الأهلِ فيه كلُّ مغترب
كم ليلةٍ قال لي فيها ندى يدِه ... يا أشعرَ العرب امدح أكرمَ العرَب
فصبحته قوافيّ التي بهرَتْ ... بخُرَّدٍ مثل أسراب المها عُرُب
ألبسته وشيها الحالي وألبسني ... نواله وشيَ أثوابِ الغِنى القشبِ
فرُحتُ أفخر في أهلِ القريض بهِ ... وراحَ يفخرُ في أهلِ السيادةِ بي
يا ابن الملوك الأولى لولا مهابتهم ... وجودُهم لم يطعْ دهرًا ولم يطب
الجائدِين بما نالت عزائمهم ... والطاعنين الأعادي بالقنا السلبِ
والشائدينَ على كيوان بيتَ علًى ... تغيب زهر الدَّراري وهو لم يغب
بيتٌ من الفخرِ شادوه على عمدٍ ... وبالمجرَّةِ مدُّوه على طنبِ
لله أنت فما تصغي إلى عذلٍ ... يوم النوال ولا تلوي على نشبِ
أنشأتَ للشعرِ أسبابًا يقالُ بها ... وهل تنظمُ أشعارٌ بلا سببِ
أنت الذي أنقذتني من يدَي زمني ... يدَاه من بعد إشرافي على العطب
أجابني قبلَ أن ناديتُ جودُك إذ ... ناديتُ جودَ بني الدُّنيا فلم يجبِ
فإن يكن بعض أمداح الورى كذِبًا ... فإنَّ مدحكَ تكفيرٌ من الكذبِ
وقال يمدح ولد الأفضل ابن المؤيد وقد تزهد
الخفيف
عجبت خلتي لوخطِ مشيبي ... في أوان الصبى وغير عجيب
من يَعمْ في بحار همِّي يظهر ... زَبدٌ فوقَ فَرعهِ الغربيب
1 / 23