غرَّاءُ حاليةُ الأعطافِ تخطرُ في ... ثوبٍ من النورِ أو عقدٍ من الحبب
عذراءُ تُنجزُ ميعادَ السرورِ فما ... تومي إليك بكفٍّ غيرِ مختضب
مصونةٌ تجعلُ الأستارَ ظاهرةً ... وجنةٌ تتلقى العينَ باللهب
لو لم يكن من لقاها غيرُ راحتنا ... من حرفة المتعبين العقلِ والأدب
فهات واشربْ إلى أن لا يبينَ لنا ... أنحنُ في صعدٍ نستنُّ أم صبب
خفت فلو لم تدرْها كفُّ حاملها ... دارت بلا حاملٍ في مجلس الطرب
يا حبَّذا الرَّاح للأرواحِ ساريةً ... تقضي بسعد سراها أنجم الحبب
من كفِّ أغيدَ تروي عن شمائله ... عن خدِّه المشتهَى عن ثغرِهِ الشنب
علقته من بني الأتراكِ مقترِبًا ... من خاطري وهو منِّي غيرُ مقترب
حمَّالة الحلي والديباجِ قامتهُ ... تبت غصونُ الرُّبا حمَّالة الحطب
يا تاليَ العذَلِ كتبًا في لواحظه ... السيفُ أصدقُ أنباءً من الكتب
كم رمتُ كتمَ الجوى فيه فنمَّ به ... إلى الوُشاةِ لسانُ المدمعِ السرب
جادت جفوني بمحمرِّ الدُّموعِ لهُ ... جودَ المؤيد للعافين بالذَّهب
شادت عزائم إسماعيلَ فاتَّصلت ... قواعدُ البيتِ ذي العلياء والرُّتب
ملكٌ تدلك في الجدوى شمائلهُ ... على شمائلِ آباءٍ له نُجب
محجب العزَّ عن خلق تحاوله ... وجودُ كفَّيه بادٍ غير محتجب
قد أتعبَ السيفَ من طولِ القراعِ به ... فالسيفُ في راحةٍ منه وفي تعب
هذا للحلمِ معنًى في خلائقهِ ... لا تستطيلُ إليه سَورَة الغضب
يُغضي عن السبب المردي بصاحبه ... عفوًا ويعطي العطا جمًّا بلا سبب
ويحفظُ الدِّين بالعلمِ الذي اتَّضحت ... ألفاظهُ فيه حفظَ الأفقِ بالشهب
يَممْ حماهُ تجدْ عفوًا لمقترِفٍ ... مالًا لمفتقرِ جاهًا لمقترب
ولا تطعْ في السرى والسيرِ ذا عذلٍ ... واسجدْ بذاك الثَرى الملثوم واقترب
وعذْ من الخوفِ والبؤسِ بذي هممٍ ... للمدحِ مجتلبٍ للذمِّ مجتنِب
ذاكَ الكريم الذي لو لم يجدْ لكفت ... مدائحٌ فيه عند اللهِ كالقُرب
نوعٌ من الصدقِ مرفوع المنارِ غدا ... في الصالحاتِ من الأعمالِ في الكتب
وواهبٌ لو غفلنا عن تطلبه ... لجاءَنا جودُهُ الفيَّاضُ في الطلب
1 / 22