============================================================
نظم المؤيد قديكون لابن هانى بعض الأعذار فى أنه مدح الامام بمثل هذه الصفات ، فقد ذكرا كيف نفى الفاطميون هذه الصقات عن الله تعالى وقالوا إنها صفات المبدع الاول الذى هو متول الامام ولهذا مدح ابن هانى إمامه يصفات المبدع الأول الياطنية ، وكذلك فعل المؤيد ايضا فى شعره ، ولسكن المؤيد كان حريصا على أن لا يذهب الاس فى تكقيره ما ذهبوا فى ابن هانىء كما كان حريصا على ألا يتهم التاس مذهبه إذا سمعوا مثل هذا القول قيل أن يدركوا تاويله ، ولذلك لم يأت المؤيد فى ديوانه بوصف الامام باسم من اسماء الله كما قعل ا ن هانى بل كان يصف إمامه بصفات العقل الاول التى لا يستطيع آن يفهمها على حقيقتها الا الفاطميون وإذا قرأها غير الفاطميين لا يجدون فى قوله ما يدعو إلى رميه بما رمى به ابن هانى، فمن هذه الناحية ظهرت حكمة المؤيد وبعد نظره فقد جع بين ما أراده من مدح ابامه وبين البعد عن إثارة الظنون والشبهات حوله وحول مذهيه كتلك التى أثارها ابن هانئ ، فثلا أراد اين هانى أن يذكر أن الامام خلق من نور الله فتورط فى ذلك وقال ما كنه هذا النور نور حبينه ولكن نور الله فيه مشارك ووط فى هذا المدح لانه أشرك الامام بالله إذجعل الايمام يشارك الله فى ذلك النور حتى إذا كان ابن هاتيء أراد أن الامام له حظ ونصيب من نور الله فهو لم يوقق فى ذلك لانه أنى بلفظ " مشارك" مما يجعل المعنى مشتبها . أما المؤيد فأراد أن يمدح إمامه بتفس لمعنى الذى قصد إليه ابن غانى فقال صراحة: من نور ربى خلقوا طايوا وطاب الخلق فوفق فى ذلك أكثر من ابن هانىء . كذلك نستطيع أن نقول عن كل الممانى الفاطمية الى ذكرها ابن هانى فى ديوانه ، فقد ذكر ابن هانى كثيرا من عقائد الفاطميين كالتأويل واصحابه ووجوب ستره، وضرورة وجود الامام فى كل عصر، وأن الدنيا خلقت للامام كما خلق الجسم للنقس، وأنه معصوم إلى غير ذلك من الصفات الكثيرة التى نجدها متفرقة ف شعره ، ومع ذلك كان ابن هانى يختلف عن المؤيد فى نظمه للعقائد قابن هانى كما قلت ك ان شاعرا قبل كل شيء ولم يبسط العقائد كما بسطها المؤيد ، ولم يتجاذل المذاهب الأخرى حجة المنطق كما جادلها المؤيد، ولم يستطع اين هانى أن يتغلغل فى آسرار الدعوة ويطلع عليها وعلى دقائقها كما اطلع المؤيد، لأن ابن هانئ كان كل همه أن يضمن شعره بعض المصطلحات القاطمية حتى تعلو مرتبته ومكانته عند المعز، والمؤيد كان معلما قبل كل شيء قصد نظم هوان المؤيه
صفحة ١٧٥