215

ديوان ابن أبي حصينة

محقق

محمد أسعد طلس

الناشر

دار صادر

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م.

مكان النشر

بيروت

تصانيف

الشعر
مُتَحَمِّلٌ ثِقلَ الخُطوبِ إِذا الفَتى ... أَعياهُ حَملُ النائِباتِ وَأَجهَضا
وَإِذا تَمَرَّضَتِ اللِئامُ بِنَيلِها ... لَم تَلقَهُ بِنَوالِهِ مُتَمَرِّضا
يَهَبُ الجَزِيلَ وَلا يَمُنُّ بِمالِهِ ... إِن مَنَّ مَن أَعطى القَليلَ وَبَرضا
غاضَت مَوارِدُ كُلِّ خَلقٍ في النَدى ... إِلّا نَداهُ فَإِنَّهُ ما غَيَّضا
قَطَرَت عَلَيَّ سَحائِبٌ مِن جُودِهِ ... كَرَمًا فَأَخصَب جانِبي وَتَرَوَّضا
أَعلى أَبُو العُلوانِ قَدري بَعدَما ... قَد كُنتُ مَهدَودَ البِناءِ مَقَوَّضا
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي أَعطى الغِنى ... وَكَسا وَأَنعَمَ وَاستَمالَ وفَوَّضا
إِنّي حَمَلتُ لِشُكرِ ما أَولَيتَني ... حِملًا ضَعُفتُ بِعِبئِهِ أَن أَنهَضا
أُثني عَلَيكَ بِفَضلِ ما أَعطَيتَني ... فَأَراهُ أَطولَ مِن ثَنايَ وَأَعرَضا
وَأَرى المَديحَ لِكُلِّ خَلقٍ سُنَّةً ... وَأَرى مَديحَكَ واجِبًا مُستَفرَضا
وَأَروضُ مَدحَكَ خاليًا فَأُصيبُهُ ... سَهلًا وَمَدحُ سِواكَ صَعبًا رَيِّضا
لا دَرَّ دَرِّي بَعدَما أَرضَيتَني ... إِن لَم أَصُغ فيكَ القَريضَ المُرتَضى
يَبقى عَلَيكَ إِلى المَعادِ وَيَنقَضي ... أَمَدُ الزَمانِ فَلا يَكُونُ لَهُ اِنقِضا
وَلَقَد صَحِبتُ العَيشَ قَبلَكَ أَسوَدًا ... وَصَحِبتُهُ لَمّا صَحِبتُكَ أَبيَضا

1 / 216